بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
بل المقاومة أقل تكلفة
لكل ظالم من أصحاب السلطان سحرة من أرباب الكلام، يستعملون آلة البيان لتوطيد أركان الظلم والطغيان. وقد كثروا في هذا الزمان، وطلَّت رؤوسهم ليصرفوا الناس عن الأخذ على أيدي أسيادهم.
يقولون: نخاف على دماء الأبرياء !!
ونسأل: كم أسيل من دماء الأبرياء في "ثورة الشرفاء"؟
إن ما أسيل في "ميدان الشهداء"و "ثورة الرجال" لا يساوي ما قد أهريق في "قطار الصعيد"،ولا ما يهراق في حوادث الطرق خلال شهرٍ واحدٍ من الزمان، فلو رحل الظلم حقن من الدماء أضعاف ما قد أُسيل الآن.
ويا سحرة الطغيان!: من يسيل الدماء في الميدان ؟!
الثوار؟!!، أم الطغيان؟!!، من يعتدي على من؟!
أليس في الدين أن الإثم على المعتدين؟!
فلم تركتم الأخذ على يد الظالمين وجئتم تأخذون على يد المظلومين؟!!
ويقولون: الأمن والأمان!!
وكأننا تحت حكم الطغيان في الأمن والأمان، ينظرون لبيوتهم وأحوالهم وكأنها بيوت المسلمين وأحوالهم جميعاً.
وأين الأمن وأين الأمان؟!
سل ألوفَ المأسورين عن القيد الثقيل، والظلام البهيم، والمرتعٍ الوخيم. وعن بيوتهم من يسأل عن أولادهم ويضمد جراح نسائهم؟!
وسل جند السلاطين المتكبرين المتجبرين على عباده الله البسطاء. كأنهم أرباب!!
من يرضَ بهذا الظلم؟!
من يرفع هذا الظلم؟!!
ويقولون: فتنة لا يعرف المقتول فيها فيما قتل والقاتل فيما يقتل، ولذا علينا أن نلزم الفراش. ويقولون حرم الله الخروج على السلطان وإن كان ظالماً.!!
ويا أصحاب الكروش والفرش حرم ربي الكذب.
بل يعرف القاتل فيما يقتل والمقتول فيما يقتل، ولم تعم الفوضى. بل لا وجود لها إلا في أذهانكم وأذهان أربابكم .
وحرم الله الخروج على السلطان إن اقام شرع الله، وأمرنا بالنصح له وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وما حمل أحد على السلطان سلاح، بل كلهم بألسنتهم. فحرام هذا؟!!
لا والله . ولكنكم قوم تكذبون.
ويقولون عمِّروا الصحراء؟
يباع المتر مباني في الصحراء الجرداء للفقراء كمنحة مدعومة من أرباب الظلم بما يزيد عن دخل الموظف ـ لا العاطل ـ أربعة أشهر. قد وقف الظالم بيننا وبين الصحراء ، فلم نعد نستطيع أن نزرع أو نسكن.
ويقولون نحافظ على أموال المسلمين!!
وكأن "الثوَّار" مخربين. وكأنهم هم من أكلوا أموال الناس بالباطل حتى ارتفعت أرصدتهم وممتلكاتهم فلم يعد يطاق حملها أو عدها.
إن الدماء التي أسيلت في تلك الثورة المباركة أقل بكثير من التي تسال على الطرقات بفعل الإهمال، وإن الأموال التي أهدرت لا تساوي شيئاً مما يهدره الظالمون من ثروة هذا الشعب المبارك، وإن الأمن والأمان في رحيل الطغيان.
وإن الأحداث كشفت أن النظام بعضه "سُرَّاقٌ" و"جلادون"وبعضه "وعاظ" و"متكلمون"، فلكل طاغية سحرة من أرباب البيان ، هو من أحضرهم، وهو من لمَّعهم في عيون الناس، صفقة معقودة، يأكلون ويشربون، ويسكنون ويلبسون و"يركبون"، ويشرعنون للطاغية، أو يصرفون الناس عنه . وكله "نظام" واحد .. فاسد.
محمد جلال القصاص