* السجود الطويل يريح القلب ويخفف أعماله ويزيد من كفاءة الدماغ! ويغسل خلايا المخ من السموم * حركات الصلاة علاج فطري إلهي لمرض العمود الفقري والرقبة! * المسلم عليه تحري الإخلاص في صلاته وفي تكبيره وركوعه وسجوده
تقرير: د. ماجد المنيف لقد لاحظت في كتاب البداية والنهاية لابن كثير أن كثيراً من العلماء يعمرون طويلاً ( حول التسعين عاماً ) وعلى مر التاريخ.. فكنت أتساءل عن الأسباب... وها هي كل يوم تفاجئنا الأبحاث بالفوائد الصحية الجمة في اتباع سنَّة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام من عبادات وعادات غذائية وقيم نفسيه في التعامل مع مشاكل الحياة.. بهذه العبارات والجمل بدأ الدكتور كلامه وهو يصف كيف تعزِّز الصلاة وقيام الليل من صحة العبد فضلاً عن أثرها الروحي في التعبد لله والتقرّب له سبحانه وتعالى. فالمتعة الحقيقية هي في القيام لله والركوع والسجود، إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت أن هذه الصلاة رياضة البدن والروح معاً! * كيف تكون الصلاة مفيدة طبياً؟ إن الصلاة تخفف ثقل عمل القلب الذي ينبض ليل نهار طول الحياة بدون توقف، كما تقوم الصلاة بدور مهم في تسهيل التنفس وانتعاش الدماغ. حيث يكون القلب مشغولاً دائماً بإجراء الدم منه إلى جميع أنحاء الجسد، ومن أعماله الشاقة إيصال الدم إلى الرأس والأعضاء المرتفعة من مستوى الصد بدفعة مخالفاً لجاذبية الأرض، وفي سجود الصلاة يسهل للقلب ضخ الدم إلى الدماغ والعين والأنف والأذن واللسان وغيرها بكون الرأس أسفل من القلب، ولا شك أن السجود الطويل يريح القلب ويخفف أعماله. وتشير إحدى التقارير إلى أن في السجود يحصل القلب على حالة تشابه سير السيارات إلى الأماكن المنخفضة، وفي هذا الوضع يضخ الدم بسرعة ووفرة إلى الرأس وإلى الشريان المهم المسمى بالأورطي، وعند رفع الرأس من السجود يسيل الدم منه إلى سائر الشرايين التي توصل الدم إلى الجوارح، كذا يسيل الدم في حالة السجود من الخلية السفلى اليمنى من القلب إلى الرئة كما يجري الدم من الرئة إلى الخلية العليا اليسرى من القلب عند ارتفاع الرأس من السجود، وبهذه العملية يساعد السجود على تصفية الدم من الرئة بطرد ثاني أكسيد الكربون منها وإدخال الأكسجين إليها، ويمهد الطريق لجريان الدم من القلب إلى الرئة وعكسه، وأما غير المصلين الذين لا يركعون ولا يسجدون فلا يجدون أي تدعيم لضخ الدم إلى الرأس ولتصفيته من الرئة. وفي السجود يجد القلب استراحة بتخفيف عمله المستمر الدائم، ولا غرو في أن هذه الخفة تقلل إمكانية نوبة القلب التي تعد من أخطر الأمراض الشائعة، كما يعتبر القلب والدماغ والرئة كأعضاء مهمة في جسم الإنسان مثلما يلعب المجلس التشريعي والمحكمة والحكام دوراً مهماً في الدماغ والرئة والكبد، وخلال الصلاة يضخ الدم كثيرا إلى هذه الأعضاء ويساعدها لأداء واجباتها بدون مشقة، وفي هذا الأمر تكون الصلاة للإنسان كالمطر للأرض. الصلاة.... علاج إلهي يقول أحد المتخصصين بعد التأكيد على أن الصلاة هي من أعظم ما يتقرب به العبد لخالقه جلَّ وعلا أنها أي الصلاة والحركات التي نقوم بها هي علاج فطري إلهي لمرض العمود الفقري والرقبة، حيث أحد الأطباء الغربيين في تقرير طبي له: " أثبتت أحدث الدراسات في مجال العلاج الطبيعي، أن الانتظام في أداء الصلوات وإقامتها حق كما شرع الله تعالى في تكبير وقيام وركوع وسجود؛ شفاء للمرضى الذين يعانون من مشكلات في العمود الفقري وتيبس في الرقبة وآلام الركبتين " . يقول هذا الطبيب الغربي : " ولقد ثبت طبياً أن المفاصل تقوى وتشتد كلما ركع المصلي أو سجد، وإن رفع المصلي لليدين أثناء التكبير شد لعضلات الصدر إلى أعلى وتحريك لمفصل الكتفين إلى الخلف مما يشد ويقوي عضلات لوحات الكتفين، وثبت طبياً أن وضع اليدين على الركبتين له فوائد كثيرة أهمها: تحريك مفصل الركبتين وتعريضها للحركة عند وضع الكفين واليدين فوق صابونتي الركبتين والضغط عليهما مما يساعد على دفعهما إلى الخلف ليتدفق الدم إليهما، حيث لا يوجد بهما دم فقدمهما بالركوع، وفي ضغطهما باليدين وصول للغذاء إليهما، أما هصر الظهر في الركوع فإنه يتيح لعضلات الظهر التبتل وعدم التقلص، كما في قوله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} (8) سورة المزمل ، وفي ذلك تبتل وعدم تقلص لعضلات الظهر. وأما السجود فيقول عنه التقرير الطبي: " وأما السجود فقد ثبت طبياً أن السجود له فوائده العضلية، حيث إن حركة اليدين وضغطهما على الأرض بضغطنا على مفاصل اليدين وتركهما مشدودتين على الأرض فيه فوائد عظيمة، حيث يجعل الدم ينصب انصباباً كاملاً في الجسم، مما يعمل على تنشيط الدورة الدموية وبالتالي تنشيط الجسم بالإضافة للضغط المتواصل للركبتين ومنطقة الحوض مما يقوِّي هذه المناطق، كما أن السجود يدفع الهواء من جوف المعدة إلى الفم فيعمل على راحتها من وطأة التمدد والانتفاخ، والسجود الطويل ينفع صاحب الزكام والنزلة وبالنسبة للرأس، حيث يوجد مركز الجهاز العصبي الذي يحتاج إلى تنشيط الدورة الدموية المارة به، فهذا ما يحققه السجود، حيث إن وضع الرأس المنخفض يسمح بمرور كميات كبيرة من الدم إلى الرأس فتغسل خلايا المخ من السموم التي ترسبت فيها فتحافظ عليها، فهذه فوائد الركوع السجود، ولكن كما قال أحد الدعاة من منا يركع ويكمل في ركوعه دقيقة واحدة؟! والله إن البعض ما يفعلها ولو في ليلة القدر نفسها التي هي خير من ألف شهر، فهو يسرق صلاته وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل الذي يسرق صلاته وينقر في ركوعه وسجوده كمثل الجائع يأكل التمرة والتمرتين لا تغنيان عنه شيئاً " . فلنشكر الله على عبادة له هي علاج لعباده ولنعلم مدى كثرة نعم الله علينا أن هيأ لنا بعبادته ما ينفع ولا يضر وما هو في صالحنا قال تعالى: {وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} (34) سورة إبراهيم. ثم تحدث التقرير الطبي عن السلام فيقول: " وثبت طبياً أن السلام يميناً ويساراً يكفل حركة كاملة للرقبة يحميها الله به من اللوي والشلل، كما أن السجود يفتح ويشد فقرات الرقبة " فكم وكم من فوائد تذكر عن الصلاة، وهذه قطرة من بحر فيما يتعلق بفوائد الصلاة، ونحن في ذكرنا لمثل هذه التقارير الطبية لسنا في حاجة إليها، وعندنا في قرآننا وسنة نبينا ما يكفينا ويغنينا، ولكن للأسف أصبح بعض الناس معلقاً بمثل هذه التقارير، إذا قلت له: قال الله وقال رسوله لم يبد الاهتمام الكافي، أما إذا قلت له ثبت علمياً وطبياً صار الأمر عنده حقيقة وحاز كل اهتمامه ولا حول ولا قوة إلا بالله. إن القرآن والسنة كانا وسيظلان المرجعين الدائمين لهذه الأمة، حوى كلاهما الكثير من الأسرار التي لا يزال العلماء يكتشفونها إلى الآن، وإلى قيام الساعة، وكم من العلماء الغربيين والمشركين قد أسلموا عندما بحثوا واكتشفوا، ثم فوجئوا بعد كل دراساتهم وأبحاثهم أن القرآن والسنة قد ذكر منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة اكتشافاتهم يقول تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (53) سورة فصلت. الأمريكان وقيام الليل ولننتقل من حركات الصلاة إلى عموماً إلى صلاة مخصوصة هي صلاة الليل فقد جاء في كتاب " الوصفات المنزلية المجربة وأسرار الشفاء الطبيعية " وهو كتاب لمجموعة من المؤلفين الأمريكيين في العام 1993م، إن القيام من الفراش أثناء الليل والحركة البسيطة داخل المنزل والقيام ببعض التمرينات الرياضية الخفيفة، وتدليك الأطراف بالماء، والتنفس بعمق له فوائد صحية عديدة. والمتأمل لهذه النصائح يجد أنها تماثل تماما حركات الوضوء والصلاة عند قيام الليل، وقد سبق النبي صلى الله عليه وسلم كل هذه الأبحاث في الإشارة المعجزة إلى قيام الليل فقال: " عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله عزَّ وجلَّ، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء من الجسد " أخرجه الإمام أحمد في مسنده والترمذي والبيهقي والحاكم في المستدرك عن بلال وابن عساكر عن أبي الدرداء، وأورده الألباني في صحيح الجامع. وعن كيفية قيام الليل بطرد الداء من الجسد يقول الأطباء: - يؤدي قيام الليل إلى تقليل إفراز هرمون الكورتيزون وهو الكورتيزون الطبيعي للجسد خصوصاً قبل الاستيقاظ بعدة ساعات، وهو ما يتوافق زمنياً مع وقت السحر ( الثلث الأخير من الليل )، مما يقي من الزيادة المفاجئة في مستوى سكر الدم، والذي يشكل خطورة على مرضى السكر. - ويقلل كذلك من الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم ويقي من السكتة المخية والأزمات القلبية في المرضى المعرضين لذلك. - كذلك يقلل قيام الليل من مخاطر تخثر الدم في وريد العين الشبكي، الذي يحدث نتيجة لبطء سريان الدم في أثناء النوم، وزيادة لزوجة الدم بسبب قلة تناول السوائل، أو زيادة فقدانها. أو بسبب السمنة المفرطة وصعوبة التنفس مما يعوق ارتجاع الدم الوريدي من الرأس والارتفاع المفاجئ في ضغط الدم ويقي من السكتة المخية والأزمات القلبية في المرضى المعرضين لذلك. - يؤدي قيام الليل إلى تحسن وليونة في مرضى التهاب المفاصل المختلفة، سواء كانت روماتيزمية أو غيرها نتيجة الحركة الخفيفة والتدليك بالماء عند الوضوء. - قيام الليل علاج ناجحاً لما يعرف باسم " مرض الإجهاد الزمني " لما يوفره قيام الليل من انتظام في الحركة ما بين الجهد البسيط والمتوسط، الذي ثبتت فاعليته في علاج هذا المرض. - يؤدي قيام الليل إلى تخلص الجسد من ما يسمى بالجليسيرات الثلاثية ( نوع من الدهون ) التي تتراكم في الدم خصوصاً بعد تناول العشاء المحتوي على نسبة عالية من الدهون، التي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية بنسبة 32% في هؤلاء المرضى مقارنة بغيرهم. - يقلِّل قيام الليل من خطر الوفيات بجميع الأسباب، خصوصاً الناتج عن السكتة القلبية والدماغية وبعض أنواع السرطان. - كذلك يقلل قيام الليل من مخاطر الموت المفاجئ بسبب اضطراب ضربات القلب لما يصاحبه من تنفس هواء نقي خال من ملوثات النهار وأهمها عوادم السيارات ومسببات الحساسية. - قيام الليل ينشط الذاكرة وينبِّه وظائف المخ الذهنية المختلفة لما فيه من قراءة وتدبر للقرآن وذكر للأدعية واسترجاع لأذكار الصباح والمساء. فيقي من أمراض الزهايمر وخرف الشيخوخة والاكتئاب وغيرها. - وكذلك يقلل قيام الليل من شدة حدوث والتخفيف من مرض طنين الأذن لأسباب غير معروفة.
|