من نور كتاب الله قال الله تعالي والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار (22) جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب (23) سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار [الرعد 22:24] من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم من تجاوز عن المعسر تجاوز الله عنه عن أبي مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:. حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان رجلاً موسرًا و كان يخالط الناس و كان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر «وهو الذي عليه دين ولا يستطيع السداد» فقال الله عز و جل لملائكته: نحن أحق بذلك منه، تجاوزوا عنه. [جامع الترمذي] من دلائل النبوة الله يحفظ نبيه من إغواء الشيطان عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج منه علقة، فقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه وأعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه (يعني ظئره) (مرضعته). فقالوا إن محمدًا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون، قال أنس: فكنت أرى أثر المخيط في صدره. [رواه مسلم]
من فضائل الصحابة
استخلاف أبي بكر رضي الله عنه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: «ادعى لي أبا بكر، أباك وأخاك، حتى أكتب كتابًا. فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقولَ قائل أنا أوَلى. ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر». [رواه مسلم]
حكم ومواعظ
عن بلال بن سعد قال: إن المعصيةَ إذا خَفِيت لم تضرَّ إلا صاحِبَها و إذا أُعْلِنَتْ فلم تُغَيَّرْ ضرَّت العامةَ. و في رواية ابن بشران: إن الخطيئةَ إذا خفيت لم تضر إلا عامِلَها و إذا ظهرت ضرَّتِ العامة. وعن الحسن بن عبد العزيز الجردي قال: عاتب رجلٌ أخاً له فقال: هل دللتني قطُّ على مريض؟ هل دللتني قط على جنازة؟ هل دللتني على خير ؟ وعن ابن المبارك قال: إنه ليعجبني من القراءِ كلُّ طلْقٍ مِضْحَاك، فأما من تلقاه بالبشر و يلقاك بالعبوس - كأنه يمن عليك بعمله - فلا أكثر اللهُ في القراءِ مِثْلَهُ. [شعب الإيمان]
من جوامع الدعاء
عن شداد بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال: «ومن قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة». [رواه البخاري]
من آداب الصحبة
عن الحسين الوراق قال: سألت أبا عثمان عن الصحبة فقال: الصحبة مع الله بحسن الأدب و دوام الهيبة، والصحبة مع الرسول صلى الله عليه و سلم باتباع سنته و لزوم ظاهر العلم، و الصحبة مع أولياء الله بالاحترام والحرمة، والصحبة مع الأهل بحسن الخلق، و الصحبة مع الإخوان بدوام البشر و الانبساط ما لم يكن إثماً، والصحبة مع الجهال بالدعاء لهم و الرحمة عليهم و رؤية نعمة الله عليك أنه لم يبتلك بما أبلاهم به. [شعب الإيمان]
من آثار المعاصي
قال ابن القيم: ومن عقوباتها أنها تنسي العبد نفسه فإذا نسي نفسه، أهملها وأفسدها وأهلكها، قال تعالى: ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون فلما نسوا ربهم سبحانه نسيهم وأنساهم أنفسهم، ونسيانه سبحانه للعبد إهماله وتركه وتخليه عنه، وأما إنساؤه نفسه فهو إنساؤه لحظوظها العالية وأسباب سعادتها وفلاحها وإصلاحها، وهذا من أعظم العقوبة للعامة والخاصة، فأي عقوبة أعظم من عقوبة من أهمل نفسه وضيعها ونسي مصالحها وداءها ودواءها وأسباب سعادتهما وصلاحها وفلاحها وحياتها الأبدية في النعيم المقيم. [الجواب الكافي باختصار]
من مكائد الشيطان
ومن مكايده: أنه يأمرك أن تلقى المساكين وذوي الحاجات بوجه عبوس، ولا تريهم بشرًا ولا طلاقة فيطمعوا فيك ويتجرءوا عليك وتسقط هيبتك من قلوبهم، فيحرمك صالح أدعيتهم وميل قلوبهم إليك ومحبتهم لك، فيأمرك بسوء الخلق، ومنع البشر والطلاقة مع هؤلاء، وبحسن الخلق والبشر مع أهل البدع أو النساء، فمتى كشفت لهما بياض أسنانك كشفا لك عما هنالك، ومتى لقيتهما بوجه عابس وقيت شرهما فيفتح لك بذلك باب الشر ويغلق عنك باب الخير. [إغاثة اللهفان باختصار]
من الطب النبوي التلبينة
عن عروة أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : كانت إذا مات الميت من أهلها، فاجتمع لذلك النساء، ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها، أمرت ببرمة من تَلْبِينَة فطبخت، ثم صُنِعَ ثَريد فصُبَّت التَّلْبِينَة عليها، ثم قالت: كلن منها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (التَّلْبِينَة مُجِمَّةٌ "مريحة " لفؤاد المريض، تذهب ببعض الحزن). التلبينة: حساء يتخذ من دقيق الشعير وربما جعل بعسل أو لبن وشبهه باللبن لبياضه. و لماء الشعير منافع جمة لا تخفى على الأطباء.
أخطاء في العقيدة
من أول الخلق ؟ من الخطأ الاعتقاد أن الله تعالى خلق أول ما خلق نور محمد صلى الله عليه وسلم ، و الأحاديث التي في هذا الباب أحاديث موضوعة وضعيفة؛ كحديث جابر: «أول ما خلق يا جابر نور نبيك»، أو حديث «أول ما خلق الله نوري ». قال السيوطي: في الحاوي: ليس له إسناد يعتمد عليه وحديث كنت نبيا و آدم بين الطين والماء قال السخاوي لم أقف عليه والصحيح أن أول مخلوق الماء ثم العرش ثم القلم وفي الصحيح أنه قال: " كان الله ولم يكن شئ قبله، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شئ وخلق السماوات والأرض" قال ابن حجر: معناه أنه خلق الماء سابقًا ثم خلق العرش علي الماء وقد وقع في قصة نافع بن زيد الحميري بلفظ: " كان عرشه على الماء ثم خلق القلم فقال: اكتب ما هو كائن ثم خلق السماوات والأرض وما فيهن " فصرح بترتيب المخلوقات بعد الماء والعرش. والله أعلم.
|