البيت العتيق الحمد لله بارئ الأكوان خالق الزمان والمكان، والصلاة والسلام على نبينا، وآله وصحبه الذين سبقونا بالإيمان وبعد.. لقد شاء الله أن يختار مكة لتكون أُمًا لكل القرى على وجه هذه البسيطة وأن يضع فيها بيته فقال تعالى: إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين (96) فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين [آل عمران:69-79] ويقول الشوكاني في تفسيرها وقد اختلف في الباني له في الابتداء فقيل الملائكة وقيل آدم وقيل إبراهيم ويجمع بين ذلك بأول من بناه الملائكة ثم جدده آدم ثم إبراهيم. وبكة علم للبلد الحرام وكذا مكة وهما لغتان، وقيل إن بكة اسم لموضع البيت، ومكة اسم للبلد الحرام، وقيل بكة للمسجد ومكة للحرم كله، وقيل سميت بكة لازدحام الناس في الطواف، وقيل سميت بذلك لأنها كانت تدق أعناق الجبابرة ـ ومباركًا: أي كثرة الخير الحاصل لمن يستقر فيه أو يقصده، أي الثواب المتضاعف، والآيات البينات مثل الصفا والمروة، ومنها أثر القدم في الصخرة الصماء، ومنها الغيث إذا كان بناحية الركن اليماني كان الخصب في اليمن وإن كان بناحية الشامي كان الخصب بالشام وإذا عم البيت كان الخصب في جميع البلدان، ومنها هلاك من يقصده من الجبابرة وغير ذلك. [فتح القدير 1/263 بتصرف] ونقول إن البيت بنص الآية هدى للناس فأيُ هدى في هذه الحجارة المرصوصة؟ إنه الهدى في التوجه إليه في الصلاة لأن غير المسلمين ضلوا عنه وتوجهوا إلى غيره ففقدوا الهدى فقال تعالى مبينًا أن الاهتداء في التوجه إليه في الصلاة والدعاء وغير ذلك فقال تعالى: ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون [البقرة:051]. والبيت هدى في ذاته لأنه الرمز الحسي لحبل الله الذي يعتصم به المؤمنون فقد قال الله سبحانه وتعالى عن القران: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، وقال عنه أيضًا: إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم وقال: قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ، وقال: يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ، فالقرآن هدى في ذاته والبيت العتيق هدى كذلك للعالمين لأنه قبلتهم في الأرض كما أن البيت المعمور قبلة أهل السماء ولا تصح صلاة الفريضة لأهل الأرض بحرًا أو أرضًا أو جوًا إلا بالتوجه إليه إلا في بعض الحالات مثل القتال والمواجهة مع الأعداء مثلا. والبيت العتيق أسس على التوحيد الخالص لله، والتطهير من كل صور الشرك قال تعالى: وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود [الحج:62] وهكذا يجب أن تكون كل البيوت والمساجد تُبنى على اسم الله وتُطهر لله فلا تبنى على اسم أحد ولا يذكر فيها إلا اسم الله ولا طواف إلا ببيت الله لأن الطواف عبادة وصلاةُ قال تعالى: ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق [الحج:92]. ولما رواه ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الطواف صلاة إلا أن الله تعالى أحل فيه الكلام فمن تكلم فلا يتكلم إلا بخير». [رواه الترمذي والحاكم وصححه] فالطواف حول البيت عبادة وحول أي ضريح أو قبر أو أي شيء في الأرض خلاف البيت شرك. فالطواف بالبيت هو ترجمة عملية للفظة لبيك لا شريك لك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، ثم هو ربط بين القلب والبيت برباط من سبعة عُقد يعقدها القلب بالبيت حِسًا ومعنى فيكون البيت حسًا على يسار الطائف وقمة قلب الطائف حسب وضعها في الصدر تميل إلى ناحية اليسار حيث يوجد البيت فكأن البيت عمود والقلب حبل تم لفه وربطه حول البيت سبع لفات، وهذه اللفات السبع ما هي إلا إحكام لعُرى التوحيد، فمن الخزي نقض هذه العُرى بشيء من الشرك مثل الطواف حول الأضرحة كما يفعل بعض الناس عندما يعود من حجه أو عمرته يذهب إلى ضريح البدوي فيطوف حوله كأنه يوثق حجه أو عمرته أو يعتمدها منه وربط القلب بالبيت معناه أنك لا تسمع من الطائفين إلا دعاء الله سبحانه فلا تسمع دعاء لأحد المخلوقين. ولا استغاثه بهم ولا طلب للمدد من أحد سوى الله سبحانه ويتحقق عند البيت قوله تعالى: فليعبدوا رب هذا البيت (3) الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف فعلى المسلمين أن يستمروا على ذلك كما في قوله تعالى: إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين [النمل:19] فإذا نكصوا على أعقابهم وعادوا إلى شركياتهم في أمصارهم سلبهم الله الأمن وذاقوا الجوع والخوف.
البيت قيام للناس
قال الشوكاني: أنه مداد لمعاشهم ودينهم أي يقومون فيه بما يصلح دينهم، ودنياهم يأمن فيه خائفهم ويُنصر فيه ضعيفهم ويربح فيه تجارهم ويتعبد فيه متعبدهم. [فتح القدير 2/97] ونقول يظل المسلمون والإسلام بخير ما بقي هذا البيت بخير فهو قوام وحدة المسلمين رغم اختلافهم كما أخبر نبيهم فهم في طوافهم حوله وصلاتهم إليه متحدون رغم ما بينهم من اختلاف في العبادات والعقائد. حتى إذا زال هذا الخير وكثر الشر وأهله في آخر الزمان مَكن الله من هذا البيت رجلا ضعيفًا فخربه، ونسمع بين الحين والآخر من يقول من أعداء هذا الدين دمروا الكعبة أو انسفوها بقنبلة أو صاورخ، ونقول هذا لا يمكن أن يكون لأسباب وهي: أولها: أن الله سبحانه يحفظ بيته، وحَفِظه وكان سدنته مشركين من أبرهه وجيشه وفيله إن شاء الله يحفظه وسدنته موحدون ويقصده موحدون من حين إلى حين من نسف وتفجيرات الملحدين الكافرين. ثانيها: لو كان هذا ممكنًا لأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ولم يخبر أنه يتم نسفه أو تفجيره وإنما أخبر بالتخريب الذي يقع في آخر الزمان وكذلك الجيش الذي يغزونه وما يحدث لهم لما رواه مسلم عن حفصة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليَؤُمَنَّ هذا البيت جيش يغزونه حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأوسطهم وينادي أولهم آخرهم ثم يخسف بهم فلا يبقى إلا الشريد الذي يخبر عنهم». ولما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة» وكل هذا يكون بعد خروج يأجوج ومأجوج لما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليُحَجَّنَّ البيتُ وليُعْتَمَرَنَّ بعد خروج يأجوج ومأجوج». ثالثها: أنه لن يستحل هذا البيت إلا أهله لما رواه أحمد بسند صححه الألباني عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يُبايع لرجل بين الركن والمقام ولن يستحل البيت إلا أهلُهُ فإذا استحلوه فلا يُسأل على هلكة العرب ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابًا لا يُعمر بعده أبدًا وهُمُ الذين يستخرجون كنزه». [الصحيحة برقم 975] ويكون هذا بطريقة بدائية كما في البخاري عن ابن عباس يصوره الرسول صلى الله عليه وسلم: «كأني به أسود أفحَجَ يَقلَعُها حجرًا حجرًا» ويقول ابن حجر تعليقًا على الحديث الأخير: ذلك محمول على أنه يقع في آخر الزمان قرب قيام الساعة حيث لا يبقى في الأرض من يقول الله الله كما في صحيح مسلم: «لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله» ولهذا جاء قوله عليه السلام: «لا يُعمر بعده أبدًا» وقد وقع قبل ذلك فيه من القتال وغزو أهل الشام في زمن يزيد بن معاوية ثم من بعده وقائع كثيرة من أعظمها وقعة القرامطة بعد الثلاثمائة فقتلوا من المسلمين في المطاف من لا يحصى كثرة وقلعوا الحجر الأسود فحولوه إلى بلادهم ثم أعادوه بعد مدة طويلة، ثم غزى مرارًا بعد ذلك وكل ذلك لا يعارض قوله تعالى: أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا لأن ذلك إنما وقع بأيدي المسلمين فهو مطابق لقوله عليه السلام «ولن يستحل هذا البيت إلا أهله». [فتح الباري 3/935] فالبيت يُحج بعد خروج يأجوج ومأجوج حتى إذا خربه ذو السويقين كان هذا دليلا على قرب الساعة لحديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا: «لا تقوم الساعة حتى لا يُحجَّ البيتُ». [الصحيحة برقم 0342 سنده صحيح] من هذه الأحاديث والأقوال يتبين أن البيت محفوظ إن شاء الله من أي نسف أو تفجير مهما قال وتوعد الكافرون والمجرمون ولن يقع له إلا ما أخبر به النبي الأمين في الوقت الذي أخبر به والكيفية ولذلك قال فيما رواه ابن عمر مرفوعًا بسند صححه الألباني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استمتعوا من هذا البيت فإنه قد هُدِمَ مرتين ويرفع في الثالثة». [الصحيحة برقم 1541] وسيظل مرفوعًا بإخبار من لا ينطق عن الهوى فاستمتعوا به عباد الله بالحج والعمرة والطواف والعكوف والاعتكاف عنده.
الآيات البينات في البيت
1 ـ مقام إبراهيم عليه السلام: يقول تعالى: وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود [البقرة:521] ويقول ابن كثير في تفسيرها: الله تعالى يذكر شرف البيت وما جعله موصوفًا به شرعًا وقدرًا من كونه مثابة للناس، أي محلا تشتاق إليه الأرواح وتحن إليه ولا تقضي منه وطرًا ولو ترددت إليه كل عام استجابة من الله لدعاء خليله إبراهيم عليه السلام فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ، وفي قوله تعالى واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى قال مستشهدًا بحديث جابر: استلم رسول ا لله صلى الله عليه وسلم الركن فرمل ثلاثًا ومشى أربعًا ثم نفذ إلي مقام إبراهيم فقرأ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى فجعل المقام بينه وبين البيت فصلى ركعتين وكذا عن البخاري عن ابن عمر قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت سبعًا وصلى خلف المقام ركعتين فهذا كله يدل على أن المراد بالمقام إنما هو الحَجرُ الذي كان إبراهيم عليه السلام يقوم عليه لبناء الكعبة لما ارتفع الجدار أتاه إسماعيل عليه السلام به ليقوم فوقه ويناوله الحجارة فيضعها بيده لرفع الجدار وكلما كمَّل ناحية انتقل إلى الناحية الأخرى يطوف حول الكعبة وهو واقف عليه، وكانت آثار قدميه ظاهرة فيه ولم يزل معروفًا تعرفه العرب في جاهليتها ولهذا قال أبو طالب:
وموطئُ إبراهيم في الصخر رطبة على قدميه حافيا غير ناعل
وكان المقام ملصقًا بجدار الكعبة قديمًا وكان الخليل عليه السلام لما فرغ من البناء وضعه إلى جدار الكعبة أو أنه انتهى عنده البناء فتركه هناك ولهذا ـ والله أعلم ـ أمر بالصلاة هناك عند الفراغ من الطواف وإنما أخره إلى موضعه ... عمر بن الخطاب أحد الأئمة المهديين قال فيه رسول الله: «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر». [1/642 بتصرف] وهذا الأثر لقدم الخليل في الحجر يقول عنها ابن حجر في الفتح: وأن أثر قدميه في المقام كرقم الباني في البناء ليذكر به بعد موته فرأى الصلاة عند المقام كقراءة الطائف بالبيت اسم من بناه وهي مناسبة لطيفة. [فتح الباري 8/91] 2 ـ الحجر الأسود: عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليأتين هذا الحجر يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسانٍ ينطق به ليشهد على من استلمه بحق». [صحيح الجامع 2225 وسنده صحيح] وعنه مرفوعًا «والله ليَبعثنه الله يوم القيامة ـ يعني الحجر ـ له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق». [صحيح الجامع 5796 سنده صحيح] وعند الترمذي «أن الحجر الأسود نزل من الجنة وهو أشد بياضًا من اللبن فسوّدته خطايا بني آدم». [3/712 حسن صحيح] ويقول ابن حجر في الفتح تعليقا على الحديث الأخير اعترض بعض الملحدين على الحديث بقولهم كيف سودته خطايا المشركين ولم تبيضه طاعات أهل التوحيد؟! والجواب لو شاء الله لكان ذلك وإنما أجرى الله العادة بأن السواد يصبغ ولا ينصبغ، على العكس من البياض. وقال الطبري في بقائه أسود عبرة لمن له بصيرة فإن الخطايا إذا أثرت في الحجر الصلد فتأثيرها في القلب أشد. [فتح الباري 3/145] وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن حديث [الحجر الأسود يمين الله في الأرض] فقال: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد لا يثبت والمشهور إنما هو عن ابن عباس قال: «الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه». وقال ومن تدبر اللفظ المنقول يتبين له أنه لا إشكال فيه إلا على من لم يتدبره فإنه قال: «يمين الله في الأرض» فقيده بقوله (في الأرض) ولم يطلق فيقول يمين الله وحكم اللفظ المقيد خالف حكم اللفظ المطلق ومعلوم أن المشبه غير المشبه به وهذا صريح في أن المصافح لم يصافح يمين الله تعالى كما جعل للناس بيتًا يطوفون به جعل لهم ما يستلمونه ليكون ذلك بمنزلة تقبيل يد العظماء فإن ذلك تقريب للمقبِل وتكريم له كما جرت العادة. [مجموع الفتاوى (6/793-893)] ويقول ابن عثيمين رحمه الله: وتقبيل الحجر عبادة، حيث يقبل الإنسان حجرًا لا علاقة له به سوى التعبد لله سبحانه وتعالى بتعظيمه واتباع رسوله كما في حديث عمر عند البخاري «إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك». [فتح الباري 3 برقم 7951] 3 ـ زمزم: روى الطبراني عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم وشفاء من السقم وشر ماء على وجه الأرض ماء بوادي برْهوت بقية حضرموت كرجل الجراد من الهدام يصبح يتدفق ويمسي لا بلال له». [الصحيحة 3 برقم 6501، سنده حسن] وماء زمزم ينبع من أقدس بقعة على وجه الأرض وتقع البئر شرقي الكعبة المشرفة، وفي نشره للرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي جاء فيها خلصت الدراسة إلى أن بئر زمزم تستقبل مياهها من صخور قاعية عبر ثلاثة تصدعات صخرية تمتد من تحت الكعبة المشرفة ومن جهة الصفا والمروة وتلتقي في البئر وتضخ ما بين (11 - 5،81) لترًا في الثانية فقس على هذا كم ضخت البئر منذ نبشها جبريل عليه السلام بعقبه لإسماعيل وأمه هاجر عليهما السلام؟! ونقول: زمزم من أعظم الآيات في البيت ففي أعلى البيت هدي وتحت أساسه شفاء وطعام وسقيا تكفي الأنام وتداوي بإذن الله من الأسقام فعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يحمل ماء زمزم في الأداوي والقرب وكان يصب على المرضى ويسقيهم». [الصحيحة برقم 31/8 سنده جيد] ومن الإعجاز فيها أنها لو شربت الملايين منها كفتهم وإذا توقفوا عن الشرب توقفت عن الضخ ولم تجر على وجه الأرض وتفور. وعند مسلم لما جاء أبو ذر ودخل الحرم ولقيه رسول الله فقال له: «متى كنت هنا؟» قال منذ ثلاثين بين ليلة ويوم قال: «فمن كان يطعمك؟» قال: قلت: ما كان لي طعام إلا ماء زمزم فَسمنتُ حتى تكسرت عُكَنُ بطني وما أجد على كبدي سخفة جوع قال: «إنها مباركة إنها طعامُ طعم» وعند أحمد وابن ماجة عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ماء زمزم لما شرب له».وصلى الله وسلم على نبينا محمد. |