مجلة التوحيد / الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه... وبعد: فقد ظهرت البابية أو البهائية في بلاد فارس بدعة نشرها نفر من الخارجين على الإسلام،. وقد حمل وزرها رجل يدعى: "ميرزا علي محمد الشيرازي" الذي أطلق على نفسه لقب (الباب) أي الواسطة الموصلة إلى الحقيقة الإلهية، وكان هذا اللقب من قبل شائعا عند الشيعة التي ظهرت بينها هذه البدعة مأخوذة من حديث الترمذي: "أنا مدينة العلم وعلي بابها". ومن ثم أطلق على هذه البدعة (البابية). ثم كان من خلفاء هذا المبتدع رجل اسمه (حسين نوري) أطلق على نفسه لقب (بهاء الله) وأطلق على هذه البدعة اسم (البهائية). والبابية أو البهائية فكر خليط من فلسفات وأديان متعددة، ليس فيها جديد تحتاجه الأمة الإسلامية لإصلاح شأنها وجمع شملها، بل وضح أنها تعمل لخدمة الصهيونية والاستعمار، فهي سليلة أفكار ونحل ابتليت بها الأمة الإسلامية حربًا على الإسلام وباسم الدين. ومبادئ هذه البدعة كلها منافية للإسلام ومن أبرزها: 1- القول بالحلول بمعنى: أن الله سبحانه وتعالى بعد ظهوره في الأئمة الاثني عشر وهم أئمة الشيعة ظهر في شخص اسمه (أحمد الأحسائي) ثم في شخص الباب ثم في أشخاص من تزعّموا هذه الدعوة من بعده. ولقد ادعى "بهاء الله" أولا: أنه الباب، ثم ادعى أنه المهدي، ثم ادعى النبوة الخاصة، ثم ادعى النبوة العامة، ثم الألوهية. وذلك كله باطل ومخالفة صريحة لنص القرآن الكريم. 2 - جحود البهائيين (يوم القيامة) المعروف في الإسلام، ويقولون إن المراد به ظهور المظهر الإلهي، وأن الجنة هي الحياة الروحانية. وأن النار هي الموت الروحاني. 3 - ادعاء بعضهم نزول الوحي عليهم وأن بعضهم أفضل من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ووضعهم كتبا تعارض القرآن، وادعاء أن إعجازها أكبر من إعجاز القرآن. وتلك قضايا يضللون بها الناس، ويصرفونهم عما جاء به القرآن في شأن كل أفاك أثيم. 4 - ادعاء أن بدعتهم هذه بتطوراتها منذ نشأت ناسخة لجميع الأديان. 5 - الإسراف في تأويل القرآن والميل بآياته إلى ما يوافق مذهبهم، حتى شرعوا من الأحكام ما يخالف ما أجمع عليه المسلمون من ذلك أنهم: 1 - جعلوا الصلاة تسع ركعات والقبلة حيث يكون بهاء الله. وهم يتجهون إلى حيفا بدلا من المسجد الحرام مخالفين قول الله سبحانه: قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره. 2 - إبطال الحج إلى مكة، وحجهم حيث (بهاء الله) إلى حيفا مخالفين بهذا صريح القرآن الكريم في شأن فريضة الحج. 3 - تقديسهم العدد 19 ووضع تفريعات كثيرة عليه فهم يقولون: الصوم تسعة عشر يوما بالمخالفة لنصوص القرآن في الصوم وأنه مفروض به صيام شهر رمضان. ويقولون: إن السنة تسعة عشر شهرا، والشهر تسعة عشر يوما، مخالفين قول الله سبحانه: "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض" وقول الله تعالى: يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ومخالفين الأمر المحسوس المحسوب أن الشهر القمري إما تسعة وعشرون يوما وإما ثلاثون يوما، وهو أيضا ما أنبأ به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. 4 - إلغاؤهم فريضة الجهاد ضد الأعداء الثابتة بصريح القرآن، وصحيح السنة النبوية ودعوتهم هذه قضاء على الأمة الإسلامية، بل وعلى كل دولة من دولها. إذ في الاستجابة لها قضاء على روح الكفاح ودعوة إلى الاستسلام للمستعمرين والمغامرين، وهذا ما يؤكد انتماءهم للصهيونية العالمية، بل وإنهم نبت يعيش في ظلها وبأموالها وجاهها.
موقف مصر والأزهر من البهائية
وحين وفدت هذه البهائية إلى مصر قاومتها كل السلطات على الوجه التالي: أولا: 1 - أفتى الشيخ سليم البشري شيخ الجامع الأزهر بكُفْرِ (ميرزا عباس) زعيم البهائيين ونشرت هذه الفتوى في جريدة مصر الفتاة في 27-12-1910 بالعدد 692. 2 - صدر حكم محكمة المحلة الكبرى الشرعية في 30-6-1946 بطلاق امرأة اعتنق زوجها البهائية باعتباره مرتدا. 3 - أصدرت لجنة الفتوى بالأزهر في 23-9-1947، وفي 3-9-1949 فتويين بردة من يعتنق البهائية. 4 - صدرت فتاوى دار الإفتاء المصرية في 11-3-1939، وفي 25-3-1968، وفي 13-4-1950 بأن البهائيين مرتدون عن الإسلام. 5 - وأخيرا أجابت أمانة مجمع البحوث الإسلامية على استفسار نيابة أمن الدولة العليا عن حكم البهائية، بأنها نحلة باطلة لخروجها عن الإسلام بدعوتها للإلحاد وللكفر، وأن من يعتنقها يكون مرتدا عن الإسلام.
القرار الجمهوري
صدر القرار الجمهوري رقم 263 لسنة 1960م ونص في مادته الأولى على أنه: تُحل المحافل البهائية ومراكزها الموجودة في الجمهورية ويوقف نشاطها، ويحظر على الأفراد والمؤسسات والهيئات القيام بأي نشاط مما كانت تباشره هذه المحافل والمراكز. إن مصر يجب أن تذكر دائما أنها قامت بالدفاع عن الإسلام وعن أرض المسلمين منذ دخلت فيه، وأنها سبق أن استردت القدس وحررت فلسطين باسم الإسلام. ولنفكر أن مصر إنما حاربت في رمضان سنة 1393هـ - أكتوبر 1973. تحت نداء الإسلام "الله أكبر" وبهذا النداء وتحت لوائه انتصرت، وأن عليها أن تطهر أرضها من هذه الأرجاس، وأن تنفي عنها هذا الخبث ليستقيم بها الأمر وتظل باسم الإسلام، رائدة ناهضة. والأزهر ليهيب بالمسئولين في جمهورية مصر العربية أن يقفوا بحزم ضد هذه الفئة الباغية على دين الله وعلى النظام العام لهذا المجتمع، وأن ينفذوا حكم الله عليها... بالقانون الذي يستأصلها ويهيل التراب عليها، وعلى أفكارها، حماية للمواطنين جميعا من التردي في هذه الأفكار المنحرفة عن صراط الله المستقيم.إن هؤلاء الذين أجرموا في حق الإسلام والوطن يجب أن يختفوا من الحياة لا أن يجاهروا بالخروج على الإسلام.إن الأمر جد يدعو إلى المسارعة النشيطة من السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية لإعمال شئونها ولنذكر دائما أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. إن هذه الفتنة لم تحظ بالاهتمام المناسب مع أنها جريمة الجرائم ومن الكبائر فلنبادر إلى الدفاع عن حقوق الله التي تنتهك وتستباح، وعن دين الله الإسلام الذي يفتن الناس عنه بباطل من القول وزور. وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم. ألا هل بلغ الأزهر. اللهم فاشهد.. شيخ الأزهر ورئيس مجمع البحوث الإسلامية (جاد الحق علي جاد الحق). |