تفسير ابن كثر - سورة الأنفال الآية 37

" لِيَمِيزَ اللَّه الْخَبِيث مِنْ الطَّيِّب " أَيْ مَنْ يُطِيعهُ بِقِتَالِ أَعْدَائِهِ الْكَافِرِينَ أَوْ يَعْصِيه بِالنُّكُولِ عَنْ ذَلِكَ كَقَوْلِهِ " وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْم اِلْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّه وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيَعْلَم الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه أَوْ اِدْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَم قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ " الْآيَة . وَقَالَ تَعَالَى " مَا كَانَ اللَّه لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيز الْخَبِيث مِنْ الطَّيِّب وَمَا كَانَ اللَّه لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْب " الْآيَة . وَقَالَ تَعَالَى " أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّة وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّه الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَم الصَّابِرِينَ " وَنَظِيرَتهَا فِي بَرَاءَة أَيْضًا فَمَعْنَى الْآيَة عَلَى هَذَا إِنَّمَا اِبْتَلَيْنَاكُمْ بِالْكُفَّارِ يُقَاتِلُونَكُمْ وَأَقْدَرْنَاهُمْ عَلَى إِنْفَاق الْأَمْوَال وَبَذْلهَا فِي ذَلِكَ " لِيَمِيزَ اللَّه الْخَبِيث مِنْ الطَّيِّب وَيَجْعَل الْخَبِيث بَعْضه عَلَى بَعْض فَيَرْكُمَهُ " أَيْ يَجْمَعَهُ كُلَّهُ وَهُوَ جَمْع الشَّيْء بَعْضه عَلَى بَعْض كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي السَّحَاب " ثُمَّ يَجْعَلهُ رُكَامًا " أَيْ مِتْرَاكُمَا مُتَرَاكِبًا " فَيَجْعَلهُ فِي جَهَنَّم أُولَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ " أَيْ هَؤُلَاءِ هُمْ الْخَاسِرُونَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة .

تفسير ابن كثر - سورة الأنفال - الآية 37

كتب عشوائيه

رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية

المغني في توجيه القراءات العشر المُتواترة

تناقضات

قرة عيون المصلين في بيان صفة صلاة المحسنين من التكبير إلى التسليم في ضوء الكتاب والسنة

القرآن المذهل [ القرآن المعجز ]

اختر التفسير

اختر سوره

كتب عشوائيه

اختر اللغة