| بنديكت 16 ، الصهاينة ، والإسلام .. 2439 زائر 12-02-2011 الدكتورة زينب عبدالعزيز | الدكتورة زينب عبدالعزيز أستاذة الحضارة الفرنسية |
تحت عنوان شديد الوضوح نشر أحد المواقع اليهودية يوم 18/1/2011 خبراً يقول : "البابا بنديكت 16 يتحدث عن التهديد الإسلامى مع حاخامات من إسرائيل" و اللافت للنظر أن المواقع الفاتيكانية الرسمية لم تنشر مضمون هذا الخبر وإنما تمت الإشارة إليه إخباريا فى إحدى نشرات جوجل عن الفاتيكان ، وتناقلته عدة مواقع إسرائيلية . ويقول الخبر : إلتقى البابا بنديكت 16 ، يوم 12 يناير 2011 فى الفاتيكان ، بوفد يهودى من الحاخامات ، قادمين من إسرائيل ، وذلك برئاسة الحاخام شلومو ريسكين (Shlomo Riskin) بهدف تفعيل العلاقات بين المسيحية واليهودية . وكان هدف هذا اللقاء التوصل إلى حلولٍ فى مواجهة التوترات المتصاعدة مع الإسلاميين.. وشلومو ريسكين ، كبير حاخامات بلدة إفرات ومدير جمعية الصداقة اليهودية-المسيحية ، قد إنتهز هذه الفرصة ليطلع البابا حول كافة الأعمال التى تمت فى إسرائيل فى الشهور الأخيرة . و أن البابا و ريسكين يلتقيان بانتظام لوضع ترتيبات الإستراتيجيات اللازمة لتنمية العلاقات بين الشعبين. وقد أعرب شلومو ريسكين عن موقف الإسرائيليين قائلا : "نحن نقف بجوارك ، بجوار قداستك ، ونحن متضامنون كليةً مع إخواننا وأخواتنا المسيحيين فى إسرائيل وفى كل منطقة فى العالم . كما أننا نترافع عنكم" . ثم أضاف ريسكين : "إن الإسرائيليين والحكومة ، سواء على المستوى المحلى أو الدولى، يبحثون عن وسيلة للحد من الفقر وسط الجماعات المسيحية ، والأكثر من ذلك ، ما أن نتمكن سنقوم بتنظيم حوارات بين الأديان ولقاءات بين القمم للتعاون ". وأجابه البابا : "بفضل هذا العمل وحده ، حيث نجمع إيمانَيْنا معا فى إله المحبة ، والرحمة ، والأخلاقيات والسلام ، ستكون لنا قوة أكبر من قوات الجهاد " . و وفقا للحاخام ريسكين ، فإن البابا بنديكت 16 قد هنأ عمل المنظمة ثم أضاف : " نحن بحاجة إلى العمل معاً. أكثر من ذلك . وأكثر بكثير ". ثم أعلن المدير التنفيذى لمركز الصداقة اليهودية-المسيحية قائلا : "أنه من واجبنا ومن واجب اليهودية وبالتالى من واجب إسرائيل أن نستمر فى الإلتزام بالقرار الإنجيلى القائل : ستحب الغريب فى بلدك". والمقصود بالغريب هنا هم المسيحيون الموجودين فى أرض فلسطين المحتلة . وأول ما نخرج به من هذا اللقاء هو : تعامل الفاتيكان بعدة أوجه وليس فقط بوجهين ! فهو من ناحية يقرر ويعلن تنصير العالم ولا يتوانى عن فرض ذلك بكل جبروت ؛ وبالتالى فالمفترض أنه سيقوم بتنصير اليهود بناء على نفس القرار، إلا أنه يعلن فى العديد من الخطب أنهم معفون من ذلك وليسوا بحاجة إلى الخلاص وفقا للعقيدة المسيحية فهم الإخوة السابقون فى الإيمان !. الأمر الذى يسبب له خلافات شديدة مع فرق أخرى من المسيحية خاصة المعمدانيين الذين يرفضون إعفاء اليهود من الخلاص المسيحى ويعلنون ضرورة تنصيرهم ؛ ومن ناحية ثالثة يصر على مواصلة الحوار مع المسلمين لكسب الوقت والحصول فى كل لقاء على تنازلات خطوة خطوة إلى أن تتم عملية التنصير التى يسعى إليها ؛ وخاصة يلجأ للمسلمين كلما احتاج إلى تأييد لأحد مطالبه التى قد تتفق وما فى الإسلام من تشريع مثل تحريم الإجهاض و تحريم الزواج المثلى أيام مؤتمرى المرأة والسكان .. أما أهم ما نخرج به من هذا الخبر فهو : أن هناك إتصال بين الفاتيكان والصهاينة بشأن ما يطلقون عليه الإسلاميين أو الإرهاب الإسلامى ؛ وأن هناك أعمال يقوم بها اليهود بالإتفاق مع الفاتيكان أو تحت إشرافه ؛ وإن البابا والحاخام ريسكين يلتقيان بإنتظام لإعداد إستراتيجيات تنمية العلاقات بين الشعبين : الشعب اليهودى والشعب المسيحى ؛ وأن اليهود يساندون البابا والمسيحيين كليةً ويترافعون عنهم ؛ وأن الإسرائيليين ، حكومة وشعبا ، يبحثون عن وسائل لتخفيف حدة الفقر من على الجماعات المسيحية ؛ وأنه ما أن تسمح الظروف سيقومون بلقاءات لحوار الأديان ولقاءات بين القمم للتعاون بين اليهودية والمسيحية .. وبالطبع سيكون هذا التعاون على كيفية إقتلاع الإسلام والمسلمين ، وإلا لما صمت ذلك البابا على الحصار القاتل المفروض على قطاع غزة وعلى مليون ونص إنسان تم قتل الآلاف منهم و تدمير بلدهم وبنياتهم الأساسية وحرمانهم من مجرد أبجديات العيش اللازمة لأى مجتمع ولأى إنسان .. والغريب أن يقوم بتحريك العالم الغربى المتعصب للتدخل فى البلدان الإسلامية وخاصة فى مصر من أجل حفنة من الأقباط ، حفنة بالنسبة للآلاف وللملايين من المسلمين الذين تمت إبادتهم بأيدى النصارة القتلة ولم يحرك ساكناً ، فالمسلمون هم "الأعداء" فى نظره ، وهى العبارة التى لا تخلو منها العديد من الوثائق والمواقع الفاتيكانية ! وإذا تذكرنا كلمات ذلك البابا عند إستلامه أوراق إعتماد سفير إسرائيل فى الفاتيكان ، يوم 13 مايو 2008 ، وقوله : "و مرة أخرى أقدم أفضل التهانى بمناسبة الإحتفال بمرور ستين عاما على دولة إسرائيل. والكرسى الرسولى ينضم إليكم ليشكر الرب على تحقيقه تطلعات الشعب اليهودى ليكون له مكاناً فى أرض أبائه (...) وكما تشيرون إليه ، فإن ميراث اليهودية-المسيحية يمكنه أن يلهمنا لتوجيه العديد من اشكال الأعمال الإجتماعية والإنسانية عبر العالم ، (...) والكرسى الرسولى يعترف بالإحتياجات الشرعية لأمن إسرائيل وللدفاع عنها ، ويدين بشدة كل أشكال معاداة السامية " ، لأدركنا حقيقة العلاقة التى تربط بينهما .. والإفصاح صراحة لوفد الحاخامات بأنه "بفضل هذا العمل وحده ، حيث نجمع إيمانَيْنا معا فى إله المحبة ، والرحمة ، والأخلاقيات والسلام ، ستكون لنا قوة أكبر من قوات الجهاد " ليس بحاجة إلى توضيح ، فكلمة الجهاد قد تم ربطها فى الخطاب الفاتيكانى و الغربى المسيحى المتعصب بالإرهاب والإسلام بكل تعمّد وإصرار . وإذا أضفنا ما قاله البابا فى حفل ختام سينودس أساقفة الشرق الأوسط ، فى أكتوبر 2010 ، وهو ما يؤكد تصعيدا واضحا لمخططه تنصير العالم لأدركنا الكثير مما يتم وما سوف يتم ، فقد أعلن قائلا : "خلال كل أعمال السينودس فإن كل ما تم التأكيد عليه هو ضرورة إهداء الإنجيل مرة أخرى لكل الذين لا يعرفونه جيداً أو لمن هم بعيدا عن الكنيسة . وإن أكثر ما تمت الإشارة إليه هى ضرورة عملية تبشير جديدة خاصة فى الشرق الأوسط " .. كما أعلن البابا عن إن السينودس القادم سينعقد العام المقبل ، 2012 ، حول موضوع : "التبشير الجديد لتوصيل العقيدة المسيحية " ، ثم أضاف مستدركا : "فى كل لحظة وفى كل مكان وأيضا فى الشرق الأوسط . اليوم ، إن الكنيسة موجودة وتعمل على إستقبال كافة البشر " !! وكل هذه العبارات التى تكشف عن رغبته الفجة فى التصعيد وإعداد الجيوش لحربه الصليبية التى يريدها رادعة كاسحة ، لا كالحملات الصليبية فى القرون الماضية ، تؤكد وقوفه خلف عمليات تفجير كنيسة الخلاص فى العراق وكنيسة القديسين فى الإسكندرية ، حتى وإن استعان ببعض الصهاينة أو بعض عملائهما لتنفيذها ، فالتلفع بهذين الحدثين قد سمحا للبابا بنديكت 16 بالإعداد لهجمة تسمح له بما يتطلع إليه من تنصير العالم و جعل القدس عاصمته. وتكفى معرفة أن جهوده وكل ما يمتلكه من وسائل تدخل فى كافة المستويات السياسية الدولية قد أدت إلى أن يتم إدراج موضوع " مسيحيو الشرق الأوسط " فى برنامج عمل البرلمان الأوروبى ، فى جلسته الإعدادية يوم 18 يناير 2011 . فبعد الإستناد إلى 13 إتفاقية ووثيقة ، وإعتمادا على 15 بندا تشير جميعها إلى ما يطلقون عليها مخالفات فى حق الأقليات المسيحية ، و إدانة الأحداث الأخيرة ضد المسيحيين ، و الإستناد إلى 19 قرار لحماية هذه الأقليات ، قام بمناشدة مسئولة اللجنة لرفعها إلى رئيس البرلمان الأوروبى ، الذى سينعقد يوم 25 يناير 2011 . وقد أعرب المركز الأوروبى للعدالة والقانون (ECLJ) عن فرحته لتبنى البرلمان الأوروبى قرارا لدراسة "وضع المسيحيين فى إطار حرية العقيدة " ، وذلك خلال الجلسة التى سيناقش فيها خلال أيام (يوم 25 يناير) موضوع "إضطهاد المسيحيين فى الشرق : وأى ردٍ من الإتحاد الأوروبى ؟ " .. و"المركز الأوروبى للعدالة والقانون" الذى يضم العديد من رجال الفاتيكان سواء كأعضاء رسميون أو مراقبون ، هو الذى قام بالإعداد لهذه الجلسة البرلمانية " لحماية المسيحيين المضطهدون ولإتخاذ إجرارات وتوصيات معينة حول هذا الموضوع " ، ليتم فرضها على الحكومات المعنية ، ومنها الحكومة المصرية.. والأمر مرفوع للقيادات الإسلامية والسياسية فى الدولة وفى العالم العربى والإسلامى ، علّها تفيق من تهاونها أو من غفلتها ، فالأمر أبعد ما يكون عن الهزل ..
21 يناير 2011 |
| | |