| السلفية بين الدعاة والعداة | قال الله ـ تعالى ـ: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106]، يعني يوم القيامة. قال ابن عباس ـ رضي الله تعالى عنهما ـ: «تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسودُّ وجوه أهل البدعة والفرقة؛ فأهل السنة والجماعة هم المتبعون لسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقدمونها على ما عارضها، ويدعون إلى الجماعة والائتلاف على الحق، بعكس أهل البدعة الذين هم أهل مخالفة ومنابذة للسنة وأهل تفرق وشقاق، وأهل السنة والجماعة هم سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، وكان من سنة الله ـ تعالى ـ أن يصطرع أهل الحق مع دعاة الضلالة، وعلى ذلك فقد وُجِد أعداء لأهل السنة والجماعة على مدار التاريخ، وقد دخل في عصرنا الحاضر على خط العداوة عامل جديد ألا وهو حرب الأفكار من خارج الدائرة الإسلامية الذي بدأت تشنه الدول المعادية للإسلام وعلى رأسها أمريكا، وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر للعام الأول بعد الألف الثاني الميلادي، والتي بدأت تعمل على رسم عالَم جديد يكون خالياً من حقيقة الإسلام وإن بقي رسمه، من خلال سياسات متعددة تحاول تعميمها على جميع الدول الإسلامية، والتي بدأت كثير من الدول تتجاوب في تنفيذها، وقد جرت سنة الله ـ تعالى ـ أن يملي للظالمين ثم تكون العاقبة للمتقين الصالحين. وعاقبة هذه الحملة وإن طال زمنها إلى خسران: {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} [الفتح: 23]. وهذا الملف يتناول هذه الهجمة الظالمة من عدة محاور، فيتناول الحديث عن معالم منهج أهل السنة والجماعة، وخصوم أهل السنة في القديم، ثم يتحدث عن البدائل الأمريكية والسياسات التي تتبعها والتي تحاول من خلالها أن تجعلها بديلاً لاتباع منهج السلف، كما يبين واجب العلماء في رد هذه الهجمة ونصرة المنهج، ويتحدث عن التحديات التي تواجه الدعوة إلى اتباع منهج السلف، ويحاول أن يرسم بعض المعالم في كيفية المواجهة. والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
| | |