الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا نعمته ورضي لنا الإسلام دينًا وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، أما بعد: فيقول الله تعالى: وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين {الذاريات:55}.
وصية بالسعي لطلب الرزق الحلال لقد أمرنا الله تعالى بالسعي لطلب الرزق الحلال في كثير من آيات القرآن الكريم، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض {البقرة: 267}. وقال سبحانه: فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون {الجمعة: 10}، وقال جلَّ شأنه: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون {البقرة: 172}، وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على طلب الرزق الحلال فقد روى البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحُزمة الحطب على ظهره فيبعيها، فيكف الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه". {البخاري: 1471} وروى البخاري عن المقدام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أكل أحدٌ طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود صلى الله عليه وسلم كان يأكل من عمل يده". {البخاري حديث 2072}
التحذير من أكل المال الحرام:
روى الشيخان عن أبي حميد الساعدي قال: "استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأزد يُقال له ابن اللتبية على الصدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي لي، قال: فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه، فينظر أيُهدى له أم لا؟ والذي نفسي بيده لا يأخذ أحدٌ منكم شيئًا إلا جاء به يوم القيامة، يحمله على رقبته، إن كان بعيرًا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيْعرُ (تصيح) ثم رفع يديه حتى رأينا عُفرة إبطيه (بياض ليس بالناصع) ثم قال: "اللهم هل بلغت (ثلاثًا)". {البخاري: 2597، ومسلم 1832}
معنى الرشوة
لغة: يُقال الرَّشوة- الرُّشوة- الرِّشوة: الجُعْلُ. {لسان العرب ج3 ص1653} شرعًا: ما يُعطى لإبطال حق أو لإحقاق باطل. {شرح السنة للبغوي ج10 ص88}
حُكْمُ الرشوة
الرشوة حرام بكتاب الله وسنة رسوله وإجماع علماء المسلمين قديمًا وحديثًا. {المغني ج14 ص59- سبل السلام ج4 ص577}. قال تعالى: ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون {البقرة: 188}. قال الإمام الذهبي: أي لا تدلوا بأموالكم إلى الحكام ولا ترشوهم ليقطعوا لكم حقًا لغيركم وأنتم تعلمون أنه لا يحل لكم. {الكبائر ص143} قال تعالى: سماعون للكذب أكالون للسحت فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين {المائدة: 42}. قال ابن مسعود: السحت: الرشوة. وقال عمر بن الخطاب: رشوة الحاكم من السحت. {القرطبي ج6 ص178} وقال بعض أهل العلم: من السحت أن يأكل الرجل بجاهه، وذلك أن يكون له جاه عند السلطان فيسأله إنسان حاجة فلا يقضيها إلا برشوة يأخذها، ولا خلاف بين السلف على أن أخذ الرشوة على إبطال حق أو ما لا يجوز سُحت حرام. {القرطبي: ج6ص178} قال أبو حنيفة: إذا ارتشى الحاكم، انعزل في الوقت وإن لم يُعزل، وبطل كل حكم حَكَمَ به بعد ذلك. {القرطبي ج6 ص178} 3- وقال سبحانه: يأخذون عرض هذا الأدنى {الأعراف: 169}. قال الإمام البغوي: أي يرتشون في الأحكام. {شرح السنة: ج10 ص87} 4- وقال جلَّ شأنه: وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون (35) فلما جاء سليمان قال أتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون {النمل: 35، 36}. قال ابن كثير: قوله تعالى: أتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون أي الذي أعطاني الله من الملك والمال والجنود خير مما أنتم فيه، وأنتم الذين تنقادون للهدايا والتحف وأما أنا فلا أقبل منكم إلا الإسلام أو السيف. {ابن كثير ج10 ص406}
ثانيًا: السنة:
روى أبو داود عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "لعن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي". {حديث صحيح. صحيح أبي داود للألباني: 3055} ثالثًا: الإجماع: لقد أجمع الصحابة والتابعون وعلماء الأمة على تحريم الرشوة بجميع صورها. أسباب الرشوة إن أسباب الرشوة ودوافعها كثيرة، يمكن أن نجملها فيما يلي: 1- ضعف الإيمان عند الراشي والمرتشي والرائش وعدم الثقة في رزق الله. 2- انخفاض مستوى المعيشة عند بعض الناس، والرغبة في الثراء السريع. 3- الجشع والأنانية وعدم وجود الشعور الاجتماعي عند بعض الناس. {جريمة الرشوة للدكتور حمد بن عبد الرحمن الجنيدل ص15: 17}
الآثار المترتبة على الرشوة
إن لجريمة الرشوة آثارًا خطيرة يمكن أن نجملها فيما يلي: 1- توسيد الأمر لغير أهله: إن الإنسان قد يرتشي ليحصل على وظيفة تحتاج إلى شروط معينة لا تتوافر فيه، فيترتب على شغله هذه الوظيفة الكثير من المفاسد لأنه ليس أهلا لهذه الوظيفة. ومن المعلوم أن وضع الرجل المناسب في المكان المناسب هو أساس الإصلاح في كل عمل. قال تعالى حكاية عن ابنة العبد الصالح عن استئجارة لموسى: يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين {القصص: 26}. شروط من يتولى المناصب: 1- الفقه في الدين. 2- العلم والخبرة في مجال العمل الذي يقوم به. 3- مشاورة أهل الرأي. {جريمة الرشوة لعبد الله بن المحسن الطريقي ص10} 2- الرشوة تدمر الموارد المالية للمجتمع: قد يقدم شخص ما رشوة ليحصل على ترخيص من الدولة لعمل مشروع ما، وهذا المشروع لا يكون فيه نفع حقيقي للمجتمع وإنما يُدِرّ الربح الوفير لصاحبه، فيستفيد من موارد الدولة المالية التي توفر له المرافق والخدمات الأساسية كرصف الطرق والكهرباء والمياه والهاتف وغيرها. 3- الرشوة تدمر حياة أفراد المجتمع: إن من آثار الرشوة الخطيرة تدمير صحة الكثير من أفراد المجتمع وحياتهم كما لو حدثت الرشوة في إنتاج الدواء أو الغذاء أو المباني المخالفة التي يترتب عليها انهيار المباني وإزهاق أرواح الناس، وهذا واقع ومشاهد أمام أعين الجميع. 4- الرشوة تدمر أخلاق الأفراد: إن تفشي ظاهرة الرشوة في أي مجتمع من المجتمعات مُؤْذِنٌ بتدمير أخلاقيات هذا المجتمع وقيمه وتُفقِد الثقة بين أفراده، وتؤدي الرشوة إلى عدم المبالاة والتسيب وعدم الولاء والانتماء والإحباط في العمل وكل هذا يعتبر عقبة أمام عملية التنمية وما تتطلبه من جهد بشري أمين، فيه تعاون من الجميع. وإذا كانت الرشوة لها راش ومرتش ورائش، فإن معنى هذا أن ثلاثة من المجتمع قد نُزعت الثقة منهم واعتبرهم المجتمع من المفسدين فيه. {جريمة الرشوة للدكتور حمد بن عبد الرحمن الجنيدل ص9: 15} حُكْمُ هدايا الموظفين والقضاة والعمال روى الشيخان عن أبي حميد الساعدي قال استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأزد يُقال له ابن اللتبية على الصدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أُهْدي لي. قال النبي صلى الله عليه وسلم فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه، فينظرُ أَيُهْدى له أم لا؟ والذي نفسي بيده لا يأخذ أحدٌ منكم شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرًا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ثم رفع يديه حتى رأينا عفرة إبطيه ثم قال: "اللهم هل بلغت" (ثلاثًا). {البخاري: 2597- مسلم: 1832} فقه الحديث: قال النووي: في هذا الحديث بيان أن هدايا العمال حرام وغلول لأنه كان في ولايته وأمانته، ولهذا ذكر في الحديث في عقوبته وحمله ما أُهدي إليه يوم القيامة، كما ذكر في مثله في الغال، وقد بين صلى الله عليه وسلم في نفس الحديث السبب في تحريم الهدية عليه وأنها بسبب الولاية، بخلاف الهدية لغير العامل، فإنها مستحبة، وأما ما يقبضه العامل ونحوه باسم الهدية، فإنه يرده إلى مُهْديه، فإن تعذر، فإلى بيت المال. {مسلم بشرح النووي ج6 ص462} قال عمر بن عبد العزيز: كانت الهدية في زمن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هدية، واليوم رشوة. {فتح الباري ج5 ص260} قال القاضي أبو بكر بن العربي المالكي: الرشوة: كل مال دُفَع ليبتاع به من ذي جاه عونًا على ما ل يحل، والمرتشي: قابضه، الراشي: معطيه، والرائش الواسطة، وقد ثبت حديث عبد الله بن عمرو في العبد الراشي والمرتشي. {فتح الباري ج5 ص261} قال ابن بطال في هذا الحديث: هدايا العمال تُجعل في بيت المال وإن العامل لا يملكها إلا إذا طلبها له الإمام. {فتح الباري ج5 ص262} خطورة هدايا القضاة روى أبو داود عن بُريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من استعملناه على عمل فرزقناه رِزْقًا، فما أخذ بَعْدُ فهو غلولُ". {حديث صحيح. (صحيح أبي داود 2055)}. قال الشوكاني: في هذا الحديث دليل على أنه لا يحلُ للعامل زيادة على ما فَرض له من استعمله، وأن ما أخذ بعد ذلك فهو غلول. {نيل الأوطار ج4 ص235} وقال الشوكاني أيضًا: الظاهر أن الهدايا التي تُهدى للقضاة ونحوهم هي نوع من الرشوة لأن المهدي إذا لم يكن معتادًا للإهداء إلى القاضي قبل ولايته، لا يهدي إليه إلا لغرض، وهو إما للتَّقَوِّي به على باطله، أو للتوصل بهديته إلى شيء ليس له فيه حق، والكل حرام. وأقل أحواله أن يكون طالبًا الاقتراب من الحاكم، ولا غرض له بذلك إلا الاستطالة على خصومه أو الأمن من مطالبتهم له فيحتشم منه من له حق عليه، ويخافه من لا يخافه قبل ذلك. وهذه الأغراض تئول إلى ما آلت إليه الرشوة. {نيل الأوطار ج8 ص375} تحذير من قبول العمال للهدايا أثناء العمل قال الشوكاني: ليحذر الحاكم المتحفظ لدينه، المستعد للوقوف بين يدي ربه من قبول هدايا من أهدى إليه بعد توليه للقضاء، فإن للإحسان تأثيرًا في طبع الإنسان، والقلوب مجبولة على حبّ من أحسن إليها، فربما مالت نفسه إلى المُهْدي إليه ميلاً يُؤثرُ على الحق عند عروض المخاصمة بين المُهْدي وبين غيره، والقاضي لا يشعر بذلك ويظن أنه لم يخرج عن الصواب بسبب ما قد زرعه الإحسان في قلبه والرشوة لا تفعل زيادة على هذا. {نيل الأوطار ج8 ص375} متى يجوز للعامل قبول الهدية؟ يجوز لولاة الأمور والعُمَّال قبول الهدية ممن كان يهدي إليهم قبل توليتهم مناصبهم، كهدية من قريب أو صديق بشرط أن لا تزيد قيمة هذه الهدية عما كان يُهْدى إليهم قبل تولي مناصبهم ولا تكون لها أيَّة علاقة بأعمالهم. {المغني بتحقيق التركي ج814: 59، سبل السلام ج4 ص577} متى يجوز دفع الرشوة؟ قال البغوي وهو يتكلم عن حكم الرشوة: أما إذا أَعْطى المعطي ليتوصل به إلى حق أو يدفع عن نفسه ظلمًا، فلا بأس به. {شرح السنة ج10 ص88} قال القرطبي: رُوي عن وهب بن منبه أنه قيل له: الرَّشوة حرام في كل شيء؟ فقال: لا، إنما يكره من الرَّشوة أن ترشي لتُعطى ما ليس لك أو تدفع حقًا قد لزمك، فأما أن ترشي لتدفع عن دينك ودمك ومالك فليس بحرام. قال أبو الليث السمرقندي الفقيه: وبهذا نأخذ؛ لا بأس بأن يدفع الرجل عن نفسه وماله بالرشوة. وهكذا كما رُوي عن عبد الله بن مسعود أنه كان بالحبشة فَرَشا دينارين، وقال: إنما الإثم على القابض دون الدافع. {القرطبي: ج6 ص187، البيهقي ج10 ص139، المحلى لابن حزم ج9 ص157} روى عبد الرزاق عن جابر بن زيد والشعبي قالا: "لا بأس أن يُصانع الرجلُ عن نفسه وماله إذا خاف الظلم". {أحكام القرآن للجصاص ج2 ص432، 433} وروى الطبراني عن ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيانُ وما استكرهوا عليه". {حديث صحيح: صحيح الجامع للألباني ج1 حديث 3515} كيف نقضي على الرشوة؟ يمكن القضاء على جريمة الرشوة بطريقتين: وقائية وعلاجية. أولاً: الطريقة الوقائية: 1- وتكون بترسيخ عقيدة التوحيد وأن الله وحده هو الرزاق في قلوب الناس، قال تعالى: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين {هود: 6}. وقال سبحانه: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون (56) ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون (57) إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وقال سبحانه: وفي السماء رزقكم وما توعدون (22) فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون {الذاريات: 56- 23}. لقد رسَّخ النبي صلى الله عليه وسلم هذه العقيدة في قلوب أصحابه، فكان لها أثر كبير على سلوكهم، وذلك من خلال الكثير من أحاديثه الشريفة. روى الترمذي عن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا". {صحيح. صحيح الترمذي: 1911} وروى أبو نعيم في حلية الأولياء عن أبي أمامة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إن روح القدس نفث في رُوعي أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته". {حديث صحيح: صحيح الجامع للألباني ج1 حديث 2085} ثانيًا: الطرق العلاجية: لقد سلك الإسلام في علاجه للرشوة طرقًا أدت إلى القضاء على جريمة الرشوة، وقد وَكَلَّ ولاة الأمور أن يجتهدوا في اختيار العقوبة المناسبة، وذلك لأن علاج الرشوة لم يرد به في الشريعة الإسلامية حَدٌ معين، فهو من قبيل التعزيرات، وأمر التعزير متروك لاجتهاد ولي الأمر بما يراه مناسبًا، ومن تعزيرات عقوبة الرشوة ما يلي: 1- التعزير بالمال: من المعلوم أن المال حبب إلى النفس، والمرتشي لم يرتكب هذه الجريمة إلا من أجل المال، فإذا انتزع منه هذا المال، ووضع عليه ولاة الأمور عقوبة مالية أخرى، كان هذا من أفضل الطرق العلاجية للقضاء على الرشوة. 2- الحبس: إذا رأى ولي الأمر أن الحبس عقوبة مناسبة للمرتشي فله ذلك ولا حرج، فإذا علم المرتشي أن هذه الرشوة سوف تحرمه من الحرية، حاسب نفسه وتوقف عن الرشوة. 3- اللعزلُ من الوظيفة، يمكن لولي الأمر أن يعزل المرتشي عن وظيفته إذا أساء استخدامها بالحصول على الرشوة وأكل أموال الناس بالباطل، وهذا العزل فيه تشهيرُ لكل من تسول له نفسه بقبول الرشوة، ويكون عبرة لغيره ممن يتولون المناصب ويأكلون أموال الناس بالباطل. {جريمة الرشوة للدكتور حمد بن عبدالرحمن الجنيدل ص18: 23} وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد |