| التغيير القادم |
في هذه الظروف العصيبة التي تتعرض فيها الأمة لأخطار الاحتلال، وانتهاك السيادة، والتدخل في كل شيء؛ نرى محاولات دؤوبة لإعادة تشكيل الأمة في جميع المجالات: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية، بل حتى الدينية.. حيث يُطلب من الأمة أن تطوع خطابها الديني ليتوافق مع مقتضيات الأمركة...
وإذا كان وعي الأمة - أي أمة - يُقاس بقدرتها على: الاستفادة من ماضيها، واستيعاب حاضرها، واستشراف مستقبلها؛ فإن قياس أمتنا - والحال هكذا - لن يكون مشرِّفاً؛ إذ نرى الأمة غارقة فيما حدث.. متخبطة فيما يحدث.. جاهلة ما سيحدث... وهو ما يدفعنا لطرح قضية «التغيير القادم»، على نطاق واسع، يصل الماضي بالحاضر، ويعرض في أثناء ذلك صورتين للمستقبل:
أولاهما: رُسمت بأيدي الأعداء في دهاليز المخابرات وأروقة الوزارات.
والثانية: وضعنا لمساتها الأولى، وفق رؤية إسلامية، نستمد معالمها من كتاب الله عز وجل، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، مع الإقرار بأن ما يعرض للأمة في مرحلتها الآنية؛ يستدعي تضافر جهود صفوة علماء الأمة ومفكريها؛ للفرار من جحر الضب، والحذر من لدغة الأفعى، كما حثنا النبي عليه الصلاة والسلام.
| | |