اسرار القلوب
لو حاولنا ان نبحث فى سر هذا القلب المخلوق الضئيل من مخلوقات الخالق العظيم الذى استودع فيه العديد والعديد من اسراره - تعالى نبدأ بالحديث عن بعض هذه القلوب
القلب السليم القلب المنيب القلب المؤمن القلب الاجرد القلب المطمئن القلب الخاشع القلب الوجل القلب الثابت القلب الابيض القلب العاقل القلب المنشرح القلب المريض القلب المختوم القلب المطبوع القلب اللاهى القلب القاسى القلب الزائغ القلب الحاقد القلب الميت القلب غير العاقل القلب الغافل القلب الاسود القلب الصدىء القلب الاعمى القلب المنكوس
القلب السليم قال تعالى ( إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) -89) الشعراء وقال تعالى ( إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) آية(84 ) الصافات وجاء فى تفسير الطبرى قوله: {إلا من أتى الله بقلب سليم} يقول: ولا تخزني يوم يبعثون، يوم لا ينفع إلا القلب السليم.والذي عني به من سلامة القلب في هذا الموضع: هو سلامة القلب من الشك في توحيد الله، والبعث بعد الممات.كما ذكر بعضا من اقوال اهل التأويل مثل مجاهد قال: ليس فيه شك في الحق.وقتادة قال: سليم من الشرك.والضحاك قال: هو الخالص.وابن زيد قال: سليم من الشرك، فأما الذنوب فليس يسلم منها أحد.
--------------------------------------------------------------------------------
القلب المنيب قال تعالى ( مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ) آية(33 ) ق و جاء فى تفسير الطبرى قوله: {وجاء بقلب منيب} يقول: وجاء الله بقلب تائب من ذنوبه، راجع مما يكرهه الله إلى ما يرضيه. كما ذكر عن قتادة، قوله أي منيب إلى ربه مقبل.
--------------------------------------------------------------------------------
القلب المؤمن قال تعالى ( وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُون ) َآية(7 )الحجرات وجاء فى تفسير الطبرى آية(7) {ولكن الله حبب إليكم الإيمان} بالله ورسوله، فأنتم تطيعون رسول الله، وتأتمون به فيقيكم الله بذلك من العنت ما لو لم تطيعوه وتتبعوه، وكان يطيعكم لنالكم وأصابكم.وكما قلنا في تأويل قوله: {ولكن الله حبب إليكم الإيمان} قالوا. ذكر من قال ذلك: قال ابن زيد، في قوله: {حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم} قال: حببه إليهم وحسنه في قلوبهم.كما قال الطبرى هؤلاء الذين حبب الله إليهم الإيمان، وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون السالكون طريق الحق. وقال تعالى ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) آية(22) المجادلة وقال الطبرى فى تفسير .قوله: {أولئك كتب في قلوبهم الإيمان} يقول جل ثناؤه: هؤلاء الذين لا يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم، أو أبناءهم، أو إخوانهم، أو عشيرتهم، كتب الله في قلوبهم الإيمان. وإنما عني بذلك: قضى لقلوبهم الإيمان، ففي بمعنى اللام، وأخبر تعالى ذكره أنه كتب في قلوبهم الإيمان لهم، وذلك لما كان الإيمان بالقلوب، وكان معلوما بالخبر عن القلوب أن المراد به أهلها، اجتزى بذكرها من ذكر أهلها.
--------------------------------------------------------------------------------
القلب الاجرد
--------------------------------------------------------------------------------
القلب المطمئن قال تعالى ( وما حعله الله الا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم )آية(126 قال تعالى ( قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين) :آية (113) قال تعالى ( وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) اية10 الانفال قال تعالى ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) آية(28) الرعد قال الطبرى عن قوله: {وتطمئن قلوبهم بذكر الله} يقول: وتسكن قلوبهم وتستأنس بذكر الله. وعن قوله: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} يقول: ألا بذكر الله تسكن وتستأنس قلوب المؤمنين. وقيل: إنه عنى بذلك قلوب المؤمنين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى ( الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ) الاية 105 النحل
--------------------------------------------------------------------------------
القلب الخاشع قال تعالى ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ) آية(16 الحديد وجاء فى تفسير الطبرى القول في تأويل قوله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق} يقول تعالى ذكره: {ألم يأن للذين آمنوا} ألم يحن للذين صدقوا الله ورسوله أن تلين قلوبهم لذكر الله، فتخضع قلوبهم له، ولما نزل من الحق، وهو هذا القرآن الذي نزله على رسوله صلى الله عليه وسلم. وذكر عن ابن عباس، قوله: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} قال: تطيع قلوبهم. و ذكر عن قتادة، قوله: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} الآية. ذكر لنا أن شداد بن أوس كان يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إن أول ما يرفع من الناس الخشوع".
--------------------------------------------------------------------------------
القلب الوجل ( الخائف) قال تعالى ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) آية( 60) المؤمنون قال تعالى . ("قلوب يومئذ واجفة" الاية8 النازعات آية(60) يقول الطبرى فى قوله تعالى {وقلوبهم وجلة} يقول: خائفة من أنهم إلى ربهم راجعون، فلا ينجيهم ما فعلوا من ذلك من عذاب الله، فهم خائفون من المرجع إلى الله لذلك، كما قال الحسن: إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة. وعن الحسن، قال: {يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} قال: يعملون ما عملوا من أعمال البر، وهم يخافون ألا ينجيهم ذلك من عذاب ربهم. و قال ابن عباس: {يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} قال: المؤمن ينفق ماله ويتصدق وقلبه وجل أنه إلى ربه راجع. و عن قتادة: {يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} قال: يعطون ما أعطوا ويعملون ما عملوا من خير، وقلوبهم وجلة خائفة. و عن أبي هريرة، قال: قالت عائشة: يا رسول الله "والذين يأتون ما أتوا وقلوبهم وجلة" هو الذي يذنب الذنب وهو وجل منه؟ فقال: "لا، ولكن من يصوم ويصلي ويتصدق وهو وجل". أن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله {الذي يأتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} أهم الذين يذنبون وهم مشفقون ويصومون وهم مشفقون؟ و عن عبد الرحمن بن سعيد، عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله {الذين يأتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} أهو الرجل يزني ويسرق ويشرب الخمر؟ قال: "لا يا ابنة أبي بكر -أو يا ابنة الصديق- ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق، ويخاف أن لا يقبل منه".
--------------------------------------------------------------------------------
القلب الثابت قال تعالى ( وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين) آية120هودآية(120) يقول الطبرى والقول في تأويل قوله تعالى: {وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤداك } يقول تعالى ذكره: {وكلا نقص عليك} يا محمد {من أنباء الرسل} الذين كانوا قبلك، {ما نثبت به فؤادك} فلا تجزع من تكذيب من كذبك من قومك ورد عليك ما جئتهم به، ولا يضق صدرك فتترك بعض ما أنزلت إليك من أجل أن قالوا: {لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك} إذا علمت ما لقى من قبلك من رسلي من أممها. و قال تعالى ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا) آية(32)الفرقان
--------------------------------------------------------------------------------
القلب الابيض
--------------------------------------------------------------------------------
القلب العاقل
--------------------------------------------------------------------------------
القلب المنشرح قال تعالى (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) آية 25 طه و قال تعالى ( ألم نشرح لك صدرك) الاية 1 الشرح قال الطبرى يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، مذكره آلاءه عنده، وإحسانه إليه، حاضا له بذلك على شكره على ما أنعم عليه، ليستوجب بذلك المزيد منه: {ألم نشرح لك} يا محمد، للهدى والإيمان بالله ومعرفة الحق {صدرك} فنلين لك قلبك، ونجعله وعاء للحكمة
--------------------------------------------------------------------------------
القلب المريض
فقال تعالى ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) آية(10) البقرة قال تعالى ( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)آية 52 قال تعالى ( إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم )آية(49) الانفال قال تعالى ( وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون ) آية(125) التوبة قال تعالى ( لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ) آية(60 )الاحزاب قال تعالى ( وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَر) ِآية( 31 )المدثر
آية(10) القول في تأويل قوله تعالى: {في قلوبهم مرض} وأصل المرض: السقم، ثم يقال ذلك في الأجساد والأديان؛ فأخبر الله جل ثناؤه أن في قلوب المنافقين مرضا. وإنما عنى تبارك وتعالى بخبره عن مرض قلوبهم الخبر عن مرض ما في قلوبهم من الاعتقاد - ولكن لما كان معلوما بالخبر عن مرض القلب أنه معنى به مرض ما هم معتقدوه من الاعتقاد استغنى بالخبر عن القلب بذلك - والكناية عن تصريح الخبر عن ضمائرهم واعتقاداتهم؛ كما قال عمر بن لجأ: وسبحت المدينة لا تلمها رأت قمرا بسوقهم نهارا يريد وسبح أهل المدينة. فاستغنى بمعرفة السامعين خبره بالخبر عن المدينة عن الخبر عن أهلها. ومثله قول عنترة العبسي: هلا سألت الخيل يا ابنة مالك إن كنت جاهلة بما لم تعلمي يريد: هلا سألت أصحاب الخيل؟ ومنه قولهم: يا خيل [ الله ] اركبي، يراد: يا أصحاب خيل الله اركبوا. والشواهد على ذلك أكثر من أن يحصيها كتاب، وفيما ذكرنا كفاية لمن وفق لفهمه. فكذلك معنى قول الله جل ثناؤه: {في قلوبهم مرض} إنما يعني في اعتقاد قلوبهم الذي يعتقدونه في الدين والتصديق بمحمد صلى الله عليه وسلم، وبما جاء به من عند الله مرض وسقم. فاجتزأ بدلالة الخبر عن قلوبهم على معناه عن تصريح الخبر عن اعتقادهم. والمرض الذي ذكر الله جل ثناؤه أنه في اعتقاد قلوبهم الذي وصفناه هو شكهم في أمر محمد، وما جاء به من عند الله وتحيرهم فيه، فلا هم به موقنون إيقان إيمان، ولا هم له منكرون إنكار إشراك؛ ولكنهم كما وصفهم الله عز وجل مذبذبون بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، كما يقال: فلان تمرض في هذا الأمر، أي يضعف العزم ولا يصحح الروية فيه. وبمثل الذي قلنا في تأويل ذلك تظاهر القول في تفسيره من المفسرين. ذكر من قال ذلك: - حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: {في قلوبهم مرض} أي شك. - وحدثنا عن المنجاب، قال: حدثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: المرض: النفاق - حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: {في قلوبهم مرض} يقول: في قلوبهم شك. - حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال عبد الرحمن بن زيد في قوله: {في قلوبهم مرض} قال: هذا مرض في الدين وليس مرضا في الأجساد. قال: هم المنافقون. - حدثني المثنى بن إبراهيم قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك قراءة عن سعيد عن قتادة في قوله: {في قلوبهم مرض} قال: في قلوبهم ريبة وشك في أمر الله جل ثناؤه. - وحدثت عن عمار بن الحسن، قال حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس: {في قلوبهم مرض} قال: هؤلاء أهل النفاق، والمرض الذي في قلوبهم الشك في أمر الله تعالى ذكره. - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال عبد الرحمن بن زيد: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر} حتى بلغ: {في قلوبهم مرض} قال المرض: الشك الذي دخلهم في الإسلام. .القول في تأويل قوله تعالى: {فزادهم الله مرضا} قد دللنا آنفا على أن تأويل المرض الذي وصف الله جل ثناؤه أنه في قلوب المنافقين: هو الشك في اعتقادات قلوبهم وأديانهم وما هم عليه - في أمر محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر نبوته وما جاء به - مقيمون. فالمرض الذي أخبر الله جل ثناؤه عنهم أنه زادهم على مرضهم هو نظير ما كان في قلوبهم من الشك والحيرة قبل الزيادة، فزادهم الله بما أحدث من حدوده وفرائضه التي لم يكن فرضها قبل الزيادة التي زادها المنافقين - من الشك والحيرة إذ شكوا وارتابوا في الذي أحدث لهم من ذلك - إلى المرض والشك الذي كان في قلوبهم في السالف من حدوده وفرائضه التي كان فرضها قبل ذلك، كما زاد المؤمنين به إلى إيمانهم الذي كانوا عليه قبل ذلك بالذي أحدث لهم من الفرائض والحدود إذ آمنوا به، إلى إيمانهم بالسالف من حدوده وفرائضه إيمانا. كالذي قال جل ثناؤه في تنزيله: {وإذا أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون} [التوبة: 124-125] فالزيادة التي زيدها المنافقون من الرجاسة إلى رجاستهم هو ما وصفنا، والزيادة التي زيدها المؤمنون إلى إيمانهم هو ما بينا، وذلك هو التأويل المجمع عليه. ذكر بعض من قال ذلك من أهل التأويل: - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت. عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: {فزادهم الله مرضا} قال: شكا. - حدثني موسى بن هارون، قال: أخبرنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: {فزادهم الله مرضا} يقول: فزادهم الله ريبة وشكا. - حدثني المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك قراءة عن سعيد عن قتادة: {فزادهم الله مرضا} يقول: فزادهم الله ريبة وشكا في أمر الله. - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قول الله: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا} قال: زادهم رجسا. وقرأ قول الله عز وجل: {فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم} [التوبة: 124-125] قال: شرا إلى شرهم، وضلالة إلى ضلالتهم. - وحدثت عن عمار بن الحسن، قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: {فزادهم الله مرضا} قال زادهم الله شكا. .القول في تأويل قوله تعالى: {ولهم عذاب أليم} قال أبو جعفر: والأليم: هو الموجع، ومعناه: ولهم عذاب مؤلم، فصرف "مؤلم " إلى "أليم"، كما يقال: ضرب وجيع بمعنى موجع، والله بديع السموات والأرض بمعنى مبدع. ومنه قول عمرو بن معد يكرب الزبيدي: أمن ريحانة الداعي السميع يؤرقني وأصحابي هجوع بمعنى المسمع. ومنه قول ذي الرمة: ويرفع من صدور شمردلات يصد وجوهها وهج أليم ويروى "يصك"، وإنما الأليم صفة للعذاب، كأنه قال: ولهم عذاب مؤلم. وهو مأخوذ من الألم، والألم: الوجع. كما: - حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع، قال: الأليم: الموجع. - حدثنا يعقوب، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا جويبر، عن الضحاك قال: الأليم، الموجع. - وحدثت عن المنجاب بن الحارث، قال: حدثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك في قوله {أليم} قال: هو العذاب الموجع وكل شيء في القرآن من الأليم فهو الموجع. .القول في تأويل قوله تعالى: {بما كانوا يكذبون} اختلفت القراءة في قراءة ذلك، فقرأه بعضهم: {بما كانوا يكذبون} مخففة الذال مفتوحة الياء، وهي قراءة معظم أهل الكوفة. وقرأه آخرون: "يكذبون" بضم الياء وتشديد الذال، وهي قراءة معظم أهل المدينة والحجاز والبصرة. وكأن الذين قرؤوا ذلك بتشديد الذال وضم الياء رأوا أن الله جل ثناؤه إنما أوجب للمنافقين العذاب الأليم بتكذيبهم نبيهم محمدا صلى الله عليه وسلم وبما جاء به، وأن الكذب لولا التكذيب لا يوجب لأحد اليسير من العذاب، فكيف بالأليم منه؟ وليس الأمر في ذلك عندي كالذي قالوا؛ وذلك أن الله عز وجل أنبأ عن المنافقين في أول النبأ عنهم في هذه السورة بأنهم يكذبون بدعواهم الإيمان وإظهارهم ذلك بألسنتهم خداعا لله عز وجل ولرسوله وللمؤمنين، فقال: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا} بذلك من قيلهم مع استسرارهم الشك والريبة، {وما يخدعون} بصنيعهم ذلك {إلا أنفسهم} دون رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، {وما يشعرون} بموضع خديعتهم أنفسهم واستدراج الله عز وجل إياهم بإملائه لهم {في قلوبهم شك} أي نفاق وريبة، والله زائدهم شكا وريبة بما كانوا يكذبون الله ورسوله والمؤمنين بقولهم بألسنتهم: {آمنا بالله وباليوم الآخر} وهم في قيلهم ذلك كذبة لاستسرارهم الشك والمرض في اعتقادات قلوبهم. في أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، فأولى في حكمة الله جل جلاله أن يكون الوعيد منه لهم على ما افتتح به الخبر عنهم من قبيح أفعالهم وذميم أخلاقهم، دون ما لم يجر له ذكر من أفعالهم؛ إذ كان سائر آيات تنزيله بذلك نزل. وهو أن يفتتح ذكر محاسن أفعال قوم ثم يختم ذلك بالوعيد على ما افتتح به ذكره من أفعالهم، ويفتتح ذكر مساوئ أفعال آخرين ثم يختم ذلك بالوعيد على ما ابتدأ به ذكره من أفعالهم. فكذلك الصحيح من القول في الآيات التي افتتح فيها ذكر بعض مساوئ أفعال المنافقين أن يختم ذلك بالوعيد على ما افتتح به ذكره من قبائح أفعالهم، فهذا مع دلالة الآية الأخرى على صحة ما قلنا وشهادتها بأن الواجب من القراءة ما اخترنا، وأن الصواب من التأويل ما تأولنا من أن وعيد الله المنافقين في هذه الآية العذاب الأليم على الكذب الجامع معنى الشك والتكذيب، وذلك قول الله تبارك وتعالى: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون} [المنافقون: 1-2] والآية الأخرى في المجادلة: { اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين} [المجادلة: 16] فأخبر جل ثناؤه أن المنافقين بقيلهم ما قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، مع اعتقادهم فيه ما هم معتقدون، كاذبون. ثم أخبر تعالى ذكره أن العذاب المهين لهم على ذلك من كذبهم. ولو كان الصحيح من القراءة على ما قرأه القارئون في سورة البقرة: {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون} لكانت القراءة في السورة الأخرى: والله يشهد إن المنافقين لمك ذبون، ليكون الوعيد لهم الذي هو عقيب ذلك وعيدا على التكذيب، لا على الكذب. وفي إجماع المسلمين على أن الصواب من القراءة في قوله: {والله يشهد إن المنافقين لكاذبون} بمعنى الكذب، وأن إيعاد الله تبارك وتعالى فيه المنافقين العذاب الأليم على ذلك من كذبهم، أوضح الدلالة على أن الصحيح من القراءة في سورة البقرة: {بما كانوا يكذبون} بمعنى الكذب، وأن الوعيد من الله تعالى ذكره للمنافقين فيها على الكذب حق، لا على التكذيب الذي لم يجز له ذكر نظير الذي في سورة المنافقين سواء. وقد زعم بعض نحويي البصرة أن "ما" من قول الله تبارك اسمه: {بما كانوا يكذبون} اسم للمصدر، كما أن أن والفعل اسمان للمصدر في قولك: أحب أن تأتيني، وأن المعنى إنما هو بكذبهم وتكذيبهم. قال: وأدخل "كان" ليخبر أنه كان فيما مضى، كما يقال: ما أحسن ما كان عبد الله. فأنت تعجب من عبد الله لا من كونه، وإنما وقع التعجب في اللفظ على كونه. وكان بعض نحويي الكوفة ينكر ذلك من قوله ويستخطئه ويقول: إنما ألغيت "كان" في التعجب لأن الفعل قد تقدمها، فكأنه قال: "حسنا كان زيد"، "وحسن كان زيد" يبطل "كان"، ويعمل مع الأسماء والصفات التي بألفاظ الأسماء إذا جاءت قبل "كان" ووقعت "كان" بينها وبين الأسماء. وأما العلة في إبطالها إذا أبطلت في هذه الحال فشبه الصفات والأسماء بفعل ويفعل اللتين لا يظهر عمل كان فيهما، ألا ترى أنك تقول: "يقوم كان زيد"، ولا يظهر عمل "كان" في "يقوم "، وكذلك "قام كان زيد". فلذلك أبطل عملها مع فاعل تمثيلا بفعل ويفعل، وأعملت مع فاعل أحيانا لأنه اسم كما تعمل في الأسماء. فأما إذا تقدمت "كان" الأسماء والأفعال وكان الاسم والفعل بعدها، فخطأ عنده أن تكون "كان" مبطلة؛ فلذلك أحال قول البصري الذي حكيناه، وتأول قول الله عز وجل: {بما كانوا يكذبون} أنه بمعنى: الذي يكذبونه.
--------------------------------------------------------------------------------
القلب اللاهى
قال تعالى ( لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُون) آية (3) الانبياءآية(3) القول في تأويل قوله تعالى: {لاهية قلوبهم} يقول تعالى ذكره: {لاهية قلوبهم} غافلة، يقول: ما يستمع هؤلاء القوم الذين وصف صفتهم هذا القرآن إلا وهم يلعبون غافلة عنه قلوبهم، لا يتدبرون حكمه ولا يتفكرون فيما أودعه الله من الحجج عليهم. ما: - حدثنا بشر قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {لاهية قلوبهم} يقول: غافلة قلوبهم. .قوله: {وأسروا النجوى الذين ظلموا} يقول: وأسر هؤلاء الناس الذين اقتربت الساعة منهم وهم في غفلة معرضون، لاهية قلوبهم، النجوى بينهم، يقول: وأظهروا المناجاة بينهم فقالوا: هل هذا الذي يزعم أنه رسول من الله أرسله إليكم {إلا بشر مثلكم}؟ يقولون: هل هو إلا إنسان مثلكم في صوركم وخلقكم؟ يعنون بذلك محمدا. وقال الذين ظلموا فوصفهم بالظلم بفعلهم وقيلهم الذي أخبر به عنهم في هذه الآيات إنهم يفعلون ويقولون من الإعراض عن ذكر الله والتكذيب برسوله. ولـ "الذين" من قوله: {وأسروا النجوى الذين ظلموا} في الإعراب وجهان: الخفض على أنه تابع للناس في قوله: {اقترب للناس حسابهم} والرفع على الرد على الأسماء الذين في قوله: {وأسروا النجوى} من ذكر الناس، كما قيل: {ثم عموا وصموا كثير منهم}. وقد يحتمل أن يكون رفعا على الابتداء، ويكون معناه: وأسروا النجوى، ثم قال: هم الذين ظلموا. وقوله: {أفتأتون السحر وأنتم تبصرون} يقول: وأظهروا هذا القول بينهم، وهي النجوى التي أسروها بينهم، فقال بعضهم لبعض: أتقبلون السحر وتصدقون به وأنتم تعلمون أنه سحر؟ يعنون بذلك القرآن؛ كما: - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: {أفتأتون السحر وأنتم تبصرون} قال: قال أهل الكفر لنبيهم لما جاء به من عند الله، زعموا أنه ساحر، وأن ما جاء به سحر، قالوا: أتأتون السحر وأنتم تبصرون؟
--------------------------------------------------------------------------------
القلب المختوم قال تعالى (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ) البقرة الاية7آية(7) القول في تأويل قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم} وأصل الختم: الطبع، والخاتم: هو الطابع، يقال منه: ختمت الكتاب، إذا طبعته. فإن قال لنا قائل: وكيف يختم على القلوب، وإنما الختم طبع على الأوعية لما جعل فيها من المعارف بالأمور، فمعنى الختم عليها وعلى الأسماع التي بها تدرك المسموعات، ومن قبلها يوصل إلى معرفة حقائق الأنباء عن المغيبات، نظير معنى الختم على سائر الأوعية والظروف. فإن قال: فهل لذلك من صفة تصفها لنا فنفهمها؟ أهي مثل الختم الذي يعرف لما ظهر للأبصار، أم هي بخلاف ذلك؟ قيل: قد اختلف أهل التأويل في صفة ذلك، وسنخبر بصفته بعد ذكرنا قولهم. - فحدثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرملي، قال: حدثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، قال: أرانا مجاهد بيده فقال: كانوا يرون أن القلب في مثل هذا - يعني الكف - فإذا أذنب العبد ذنبا ضم منه - وقال بأصبعه الخنصر هكذا - فإذا أذنب ضم - وقال بأصبع أخرى - فإذا أذنب ضم - وقال بأصبع أخرى هكذا - حتى ضم أصابعه كلها. قال: ثم يطبع عليه بطابع. قال مجاهد: وكانوا يرون أن ذلك الرين. - حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع عن الأعمش، عن مجاهد، قال: القلب مثل الكف، فإذا أذنب ذنبا قبض أصبعا حتى يقبض أصابعه كلها. وكان أصحابنا يرون أنه الران. - حدثنا القاسم بن الحسن، قال: حدثنا الحسين بن داود، قال: حدثني حجاج، قال: حدثنا ابن جريج، قال: قال مجاهد: نبئت أن الذنوب على القلب تحف به من نواحيه حتى تلتقي عليه، فالتقاؤها عليه الطبع، والطبع الختم. قال ابن جريج: الختم ختم على القلب والسمع. - حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال: حدثني عبد الله بن كثير أنه سمع مجاهدا يقول: الران أيسر من الطبع، والطبع أيسر من الإقفال، والإقفال أشد ذلك كله. وقال بعضهم: إنما معنى قوله: {ختم الله على قلوبهم} إخبار من الله جل ثناؤه عن تكبرهم وإعراضهم عن الاستماع لما دعوا إليه من الحق، كما يقال: إن فلانا لأصم عن هذا الكلام، إذا امتنع من سماعه ورفع نفسه عن تفهمه تكبرا. والحق في ذلك عندي ما صح بنظيره الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ما: - حدثنا به محمد بن يسار، قال: حدثنا صفوان بن عيسى، قال: حدثنا ابن عجلان عن القعقاع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن المؤمن إذا أذنب ذنبا كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه، فإن زاد زادت حتى يغلف قلبه؛ فذلك الران الذي قال الله جل ثناؤه: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} [المطففين: 14] فأخبر صلى الله عليه وسلم أن الذنوب إذا تتابعت على القلوب أغلفتها، وإذا أغلفتها أتاها حينئذ الختم من قبل الله عز وجل والطبع، فلا يكون للإيمان إليها مسلك، ولا للكفر منها مخلص. فذلك هو الطبع والختم الذي ذكره الله تبارك وتعالى في قوله: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم} نظير الطبع والختم على ما تدركه الأبصار من الأوعية والظروف التي لا يوصل إلى ما فيها إلا بفض ذلك عنها ثم حلها، فكذلك لا يصل الإيمان إلى قلوب من وصف الله أنه ختم على قلوبهم، إلا بعد فضه خاتمه وحله رباطه عنها. ويقال لقائلي القول الثاني الزاعمين أن معنى قوله جل ثناؤه: { ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم} هو وصفهم بالاستكبار والإعراض عن الذي دعوا إليه من الإقرار بالحق تكبرا: أخبرونا عن استكبار الذين وصفهم الله جل ثناؤه بهذه الصفة وإعراضهم عن الإقرار بما دعوا إليه من الإيمان وسائر المعاني اللواحق به، أفعل منهم، أم فعل من الله تعالى ذكره بهم؟ فإن زعموا أن ذلك فعل منهم وذلك قولهم، قيل لهم: فإن الله تبارك وتعالى قد أخبر أنه هو الذي ختم على قلوبهم وسمعهم، وكيف يجوز أن يكون إعراض الكافر عن الإيمان وتكبره عن الإقرار به، وهو فعله عندكم ختما من الله على قلبه وسمعه، وختمه على قلبه وسمعه فعل الله عز وجل دون فعل الكافر؟ فإن زعموا أن ذلك جائز أن يكون كذلك، لأن تكبره وإعراضه كانا عن ختم الله على قلبه وسمعه، فلما كان الختم سببا لذلك جاز أن يسمى مسببه به؛ تركوا قولهم، وأوجبوا أن الختم من الله على قلوب الكفار وأسماعهم معنى غير كفر الكافر وغير تكبره وإعراضه عن قبول الإيمان والإقرار به، وذلك دخول فيما أنكروه. وهذه الآية من أوضح الأدلة على فساد قول المنكرين تكليف ما لا يطاق إلا بمعونة الله؛ لأن الله جل ثناؤه أخبر أنه ختم على قلوب صنف من كفار عباده وأسماعهم، ثم لم يسقط التكليف عنهم ولم يضع عن أحد منهم فرائضه ولم يعذره في شيء مما كان منه من خلاف طاعته بسبب ما فعل به من الختم والطبع على قلبه وسمعه، بل أخبر أن لجميعهم منه عذابا عظيما على تركهم طاعته فيما أمرهم به ونهاهم عنه من حدوده وفرائضه مع حتمه القضاء مع ذلك بأنهم لا يؤمنون. .القول في تأويل قوله تعالى: {وعلى أبصارهم غشاوة} وقوله: {وعلى أبصارهم غشاوة} خبر مبتدأ بعد تمام الخبر عما ختم الله جل ثناؤه عليه من جوارح الكفار الذين مضت قصصهم، وذلك أن {غشاوة} مرفوعة بقوله: {وعلى أبصارهم} فذلك دليل على أنه خبر مبتدأ، وأن قوله: {ختم الله على قلوبهم } قد تناهى عند قوله: {وعلى سمعهم} وذلك هو القراءة الصحيحة عندنا لمعنيين، أحدهما: اتفاق الحجة من القراء والعلماء على الشهادة بتصحيحها، وانفراد المخالف لهم في ذلك وشذوذه عما هم على تخطئته مجمعون؛ وكفى بإجماع الحجة على تخطئة قراءته شاهدا على خطئها. والثاني: أن الختم غير موصوفة به العيون في شيء من كتاب الله، ولا في خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا موجود في لغة أحد من العرب. وقد قال تبارك وتعالى في سورة أخرى: { وختم على سمعه وقلبه} ثم قال: {وجعل على بصره غشاوة} [الجاثية: 23] فلم يدخل البصر في معنى الختم، وذلك هو المعروف في كلام العرب. فلم يجز لنا ولا لأحد من الناس القراءة بنصب الغشاوة لما وصفت من العلتين اللتين ذكرت، وإن كان لنصبها مخرج معروف في العربية. وبما قلنا في ذلك من القول والتأويل، روي الخبر عن ابن عباس. 255 - حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي الحسين بن الحسن، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم} والغشاوة على أبصارهم. فإن قال قائل: وما وجه مخرج النصب فيها؟ قيل له: إن نصبها بإضمار "جعل" كأنه قال: وجعل على أبصارهم غشاوة؛ ثم أسقط "جعل"؛ إذ كان في أول الكلام ما يدل عليه. وقد يحتمل نصبها على إتباعها موضع السمع إذ كان موضعه نصبا، وإن لم يكن حسنا إعادة العامل فيه على "غشاوة" ولكن على إتباع الكلام بعضه بعضا، كما قال تعالى ذكره: {يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق} ثم قال: {وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين} [الواقعة: 17-22] فخفض اللحم والحور على العطف به على الفاكهة إتباعا لآخر الكلام أوله. ومعلوم أن اللحم لا يطاف به ولا بالحور، ولكن ذلك كما قال الشاعر يصف فرسه: علفتها تبنا وماء باردا حتى شتت همالة عيناها ومعلوم أن الماء يشرب ولا يعلف به، ولكنه نصب ذلك على ما وصفت قبل. وكما قال الآخر: ورأيت زوجك في الوغي متقلدا سيفا ورمحا وكان ابن جريج يقول في انتهاء الخبر عن الختم إلى قوله: {وعلى سمعهم} وابتداء الخبر بعده؛ بمثل الذي قلنا فيه، ويتأول فيه من كتاب الله: {فإن يشأ الله يختم على قلبك} [الشورى: 24] 256 - حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، قال: حدثنا ابن جريج قال: الختم على القلب والسمع، والغشاوة على البصر، قال الله تعالى ذكره: {فإن يشأ الله يختم على قلبك} وقال: {وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة} [الجاثية: 23] والغشاوة في كلام العرب: الغطاء ومنه قول الحارث بن خالد بن العاص: تبعتك إذ عيني عليها غشاوة فلما انجلت قطعت نفسي ألومها ومنه يقال: تغشاه الهم: إذا تجلله وركبه. ومنه قول نابغة بني ذبيان: هلا سألت بني ذبيان ما حسبي إذا الدخان تغشى الأشمط البرما يعني بذلك: إذا تجلله وخالطه. وإنما أخبر الله تعالى ذكره نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم عن الذين كفروا به من أحبار اليهود، أنه قد ختم على قلوبهم وطبع عليها فلا يعقلون لله تبارك وتعالى موعظة وعظهم بها فيما آتاهم من علم ما عندهم من كتبه، وفيما حدد في كتابه الذي أوحاه وأنزله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى سمعهم فلا يسمعون من محمد صلى الله عليه وسلم نبي الله تحذيرا ولا تذكيرا ولا حجة أقامها عليهم بنبوته، فيتذكروا ويحذروا عقاب الله عز وجل في تكذيبهم إياه، مع علمهم بصدقه وصحة أمره؛ وأعلمه مع ذلك أن على أبصارهم غشاوة عن أن يبصروا سبيل الهدى فيعلموا قبح ما هم عليه من الضلالة والردى وبنحو ما قلنا في ذلك روي الخبر عن جماعة من أهل التأويل. 257 - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة} أي عن الهدى أن يصيبوه أبدا بغير ما كذبوك به من الحق الذي جاءك من ربك، حتى يؤمنوا به، وإن آمنوا بكل ما كان قبلك. - حدثني موسى بن هارون الهمداني، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك، وعن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مرة الهمداني، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم} يقول فلا يعقلون، ولا يسمعون ويقول: وجعل على أبصارهم غشاوة، يقول: على أعينهم فلا يبصرون. وأما آخرون فإنهم كانوا يتأولون أن الذين أخبر الله عنهم من الكفار أنه فعل ذلك بهم هم قادة الأحزاب الذين قتلوا يوم بدر. - حدثني المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا إسحاق بن الحجاج، قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس، قال: هاتان الآيتان إلى: {ولهم عذاب عظيم} هم: {الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار} [إبراهيم: 28] وهم الذين قتلوا يوم بدر فلم يدخل من القادة أحد في الإسلام إلا رجلان: أبو سفيان بن حرب، والحكم بن أبي العاص. - وحدثت عن عمار بن الحسن، قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس، عن الحسن، قال: أما القادة فليس فيهم مجيب، ولا ناج، ولا مهتد. وقد دللنا فيما مضى على أولى هذين التأويلين بالصواب فكرهنا إعادته. .القول في تأويل قوله تعالى: {ولهم عذاب عظيم} وتأويل ذلك عندي كما قاله ابن عباس وتأوله - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: ولهم بما هم عليه من خلافك عذاب عظيم، قال: فهذا في الأحبار من يهود فيما كذبوك به من الحق الذي جاءك من ربك بعد معرفتهم. قال تعالى ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَـهٌ غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُم بِهِ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُون) الاية46 قال تعالى ( أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور)آية(24) الشورى قال تعالى ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون) آية(23) الجاثية
--------------------------------------------------------------------------------
القلب المطبوع (أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون) آية(100) الاعرافآية(100) القول في تأويل قوله تعالى: {أو لم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون} يقول: أو لم يبين للذين يستخلفون في الأرض بعد هلاك آخرين قبلهم كانوا أهلها، فساروا سيرتهم وعملوا أعمالهم، وعتوا عن أمر ربهم {أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم} يقول: أن لو نشاء فعلنا بهم كما فعلنا بمن قبلهم، فأخذناهم بذنوبهم. وعجلنا لهم بأسنا كما عجلناه لمن كان قبلهم ممن ورثوا عنه الأرض. فأهلكناهم بذنوبهم. {ونطبع على قلوبهم} يقول: ونختم على قلوبهم فهم {لا يسمعون} موعظة ولا تذكيرا سماع منتفع بهما. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك. - حدثنا محمد بن عمرو، قال : ثنا أبو عاصم، قال ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: {أو لم يهد} قال: يبين. حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. قال تعالى (رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ )آية(87)التوبة قال تعالى ( ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كذلك نطبع على قلوب المعتدين) آية(74) يونس وجاء فى تفسير القرطبى"كذلك نطبع" أي نختم. "على قلوب المعتدين" أي المجاوزين الحد في الكفر والتكذيب فلا يؤمنوا. قال تعالى ( أُولَـئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) اية108 النحل وقال تعالى ( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُم ) آية 16محمد قال تعالى ( كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُون) َآية(59 )"الروم و قال تعالى ( الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) الاية35 غافر قال تعالى ( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ) آية(3) المنافقون
--------------------------------------------------------------------------------
القلب المغلف قال تعالى ( وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون) البقرة آية(88)آية(88) القول في تأويل قوله تعالى: {وقالوا قلوبنا غلف} اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأه بعضهم: {وقالوا قلوبنا غلف} مخففة اللام ساكنة، وهي قراءة عامة الأمصار في جميع الأقطار. وقرأه بعضهم: "وقالوا قلوبنا غلف" مثقلة اللام مضمومة. فأما الذين قرؤوها بسكون اللام وتخفيفها، فإنهم تأولوها أنهم قالوا قلوبنا في أكنة وأغطية وغلف. والغلف على قراءة هؤلاء، جمع أغلف، وهو الذي في غلاف وغطاء؛ كما يقال للرجل الذي لم يختتن: أغلف، والمرأة غلفاء، وكما يقال للسيف إذا كان في غلافه: سيف أغلف، وقوس غلفاء، وجمعها "غلف"، وكذلك جمع ما كان من النعوت ذكره على أفعل وأنثاه على فعلاء، يجمع على "فعل" مضمومة الأول ساكنة الثاني، مثل أحمر وحمر، وأصفر وصفر، فيكون ذلك جماعا للتأنيث والتذكير، ولا يجوز تثقيل عين "فعل" منه إلا في ضرورة شعر، وعن حذيفة قال: القلوب أربعة. ثم ذكرها، فقال فيما ذكر: وقلب أغلف: معصوب عليه، فذلك قلب الكافر. وذكر من قال ذلك، يعني أنها في أغطية. 1 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: حدثني ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن أبي محمد، عن سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس: {وقالوا قلوبنا غلف} أي في أكنة. حدثني المثنى، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثنا معاوية بن صالح، عن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: {قلوبنا غلف} أي في غطاء. حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس،: {وقالوا قلوبنا غلف} فهي القلوب المطبوع عليها. - حدثني عباس بن محمد، قال: ثنا حجاج، قال: قال ابن جريج، أخبرني عبد الله بن كثير، عن مجاهد قوله: {وقالوا قلوبنا غلف} عليها غشاوة. حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، قال: أخبرني عبد الله بن كثير، عن مجاهد: {وقالوا قلوبنا غلف} عليها غشاوة. - وعن الأعمش قوله: {قلوبنا غلف} قال: هي في غلف. عن قتادة: {وقالوا قلوبنا غلف} أي لا تفقه.و عن قتادة: {وقالوا قلوبنا غلف} قال: هو كقوله: {قلوبنا في أكنة}. حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة في قوله: {قلوبنا غلف} قال: عليها طابع، قال هو كقوله: {قلوبنا في أكنة}. و عن أبي العالية: {قلوبنا غلف} أي لا تفقه. {وقالوا قلوبنا غلف} قال: يقولون: عليها غلاف وهو الغطاء. قال ابن زيد في قوله: {قلوبنا غلف} قال: يقول قلبي في غلاف، فلا يخلص إليه مما تقول. وقرأ: {وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه}. [فصلت: 5] قال أبو جعفر: وأما الذين قرؤوها: "غلف" بتحريك اللام وضمها، فإنهم تأولوها أنهم قالوا: قلوبنا غلف للعلم، بمعنى أنها أوعية. قال: والغلف على تأويل هؤلاء جمع غلاف، كما يجمع الكتاب كتب، والحجاب حجب، والشهاب شهب. فمعنى الكلام على تأويل قراءة من قرأ: "غلف" بتحريك اللام وضمها: وقالت اليهود قلوبنا غلف للعلم، وأوعية له ولغيره. ذكر من قال ذلك: - حدثني عبيد بن أسباط بن محمد، قال: ثنا أبي، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية: {وقالوا قلوبنا غلف} قال: أوعية للذكر. حدثني محمد بن عمارة الأسدي، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا فضيل، عن عطية في قوله: {قلوبنا غلف} قال: أوعية للعلم. حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا فضيل، عن عطية، مثله.وعن ابن عباس في قوله: {وقالوا قلوبنا غلف}. قال: مملوءة علما لا تحتاج إلى محمد صلى الله عليه وسلم ولا غيره. والقراءة التي لا يجوز غيرها في قوله: {قلوبنا غلف} هي قراءة من قرأ {غلف} بتسكين اللام بمعنى أنها في أغشية وأغطية؛ لاجتماع الحجة من القراء وأهل التأويل على صحتها، وشذوذ من شذ عنهم بما خالفه من قراءة ذلك بضم اللام. وقد دللنا على أن ما جاءت به الحجة متفقة عليه حجة على من بلغه، وما جاء به المنفرد فغير جائز الاعتراض به على ما جاءت به الجماعة التي تقوم بها الحجة نقلا وقولا وعملا في غير هذا الموضع، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا المكان. .القول في تأويل قوله تعالى: {بل لعنهم الله بكفرهم}. يعني جل ثناؤه بقوله: {بل لعنهم الله} بل أقصاهم الله وأبعدهم وطردهم وأخزاهم وأهلكهم بكفرهم وجحودهم آيات الله وبيناته، وما ابتعث به رسله، وتكذيبهم أنبياءه. فأخبر تعالى ذكره أنه أبعدهم منه ومن رحمته بما كانوا يفعلون من ذلك. وأصل اللعن: الطرد والإبعاد والإقصاء، يقال: لعن الله فلانا يلعنه لعنا وهو ملعون، ثم يصرف مفعول فيقال هو لعين؛ :قال أبو جعفر: في قول الله تعالى ذكره: {بل لعنهم الله بكفرهم} تكذيب منه للقائلين من اليهود: {قلوبنا غلف} لأن قوله: {بل} دلالة على جحده جل ذكره، وإنكاره ما ادعوا من ذلك؛ إذ كانت "بل" لا تدخل في الكلام إلا نقضا لمجحود. فإذا كان ذلك كذلك، فبين أن معنى الآية: وقالت اليهود قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه يا محمد. فقال الله تعالى ذكره: ما ذلك كما زعموا، ولكن الله أقصى اليهود وأبعدهم من رحمته وطردهم عنها وأخزاهم بجحودهم له ولرسله فقليلا ما يؤمنون..القول في تأويل قوله تعالى: {فقليلا ما يؤمنون}. اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: {فقليلا ما يؤمنون}. فقال بعضهم: معناه: فقليل منهم من يؤمن، أي لا يؤمن منهم إلا قليل. ذكر من قال ذلك: و عن قتادة قوله: {بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون} فلعمري لمن رجع من أهل الشرك أكثر ممن رجع من أهل الكتاب، إنما آمن من أهل الكتاب رهط يسير. ، وعن قتادة: {فقليلا ما يؤمنون} قال: لا يؤمن منهم إلا قليل. وقال آخرون: بل معنى ذلك: فلا يؤمنون إلا بقليل مما في أيديهم. ذكر من قال ذلك: و عن قتادة: {فقليلا ما يؤمنون} قال: لا يؤمن منهم إلا قليل. قال معمر: وقال غيره: لا يؤمنون إلا بقليل مما في أيديهم. قال تعالى ( فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بايات الله وقتلهم الانبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليهم بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا) اية 155وجاء فى قال تعالى ( وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا) آية(46) الاسراء قال تعالى ( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا) آية(57) الكهف وقال تعالى ( وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ ) آية(5) فصلت
--------------------------------------------------------------------------------
القلب الصدىء قال تعالى ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) آية(14 ) المطففين آية(14) وقال الطبرى يقول تعالى ذكره مكذبا لهم في قيلهم ذلك: كلا، ما ذلك كذلك، ولكنه ران على قلوبهم يقول: غلب على قلوبهم وغمرها، وأحاطت بها الذنوب فغطتها؛ يقال منه: رانت الخمر على عقله، فهي ترين عليه رينا، وذلك إذا سكر، فغلبت على عقله، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، وجاء الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكر من قال ذلك: - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا أبو خالد، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أذنب العبد نكت في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب صقل منها، فإذ عاد عادت حتى تعظم في قلبه، فذلك الران الذي قال الله {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}". حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا صفوان بن عيسى، قال: ثنا ابن عجلان، عن القعقاع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن إذا أذنب ذنبا كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صقلت قلبه فإن زاد زادت حتى تعلو قلبا، فذلك الران الذي قال الله: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}" حدثني علي بن سهيل، قال: ثنا الوليد بن مسلم، عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إن العبد إذا أذنب ذلنا كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب منها صقل قلبه، فإن زاد زادت، فذلك قول الله: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} حدثني أبو صالح الضراري محمد بن إسماعيل، قال: أخبرني طارق بن عبد العزيز، عن ابن عجلان، عن القعقاع، عن أبي هريرة، قال: قال رسول إلله صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا أخطأ كانت نكتة في قلبه، فإن تاب واستغفر ونزع صقلت قلبه، وذلك الران الذي ذكر الله {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} قال أبو صالح: كذا قال: صقلت، وقال غيره: سقلت. و عن الحسن، قال: وقرأ {بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} قال: الذنب على الذنب حتى يموت قلبه. و عن مجاهد {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} قال: العبد يعمل بالذنوب، فتحيط بالقلب، ثم ترتفع، حتى تغشى القلب. وعن الأعمش، قال: أرانا مجاهد بيده، قال، كانوا يرون القلب في مثل هذا، يعني الكف، فإذا أذنب العبد ذنبا ضم منه، وقال بأصبعه الخنصر هكذا، فإذا أذنب ضم أصبعا أخرى، فإذا أذنب ضم أصبعا أخرى، حتى ضم أصابعه كلها، ثم يطبع عليه بطابع، قال مجاهد: وكانوا يرون أن ذلك الرين. و عن الأعمش، عن مجاهد، قال: القلب مثل الكف، فإذا أذنب الذنب قبض أصبعا، حتى يقبض أصابعه كلها، وإن أصحابنا يرون أنه الران. حدثنا أبو كريب مرة أخرى بإسناده عن مجاهد، قال: القلب مثل الكف، وإذا أذنب انقبض، وقبض أصبعه، فإذا أذنب انقبض، حتى ينقبض كله، ثم يطبع عليه، فكانوا يرون أن ذلك هو الران {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} و عن مجاهد، في قول الله {بل ران على قلوبهم} قال: الخطايا حتى غمرته. حدثنا الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {بل ران على قلويهم} انبثت على قلبه الخطايا حتى غمرته. و عن ابن عباس، قوله {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} قال: طبع على قلوبهم ما كسبوا. وعن عطاء {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} قال: غشيت على قلوبهم فهوت بها، فلا يفزعون، ولا يتحاشون. عن الحسن {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} قال: هو الذنب حتى يموت القلب. و عن مجاهد {كلا بل ران على قلوبهم} قال: الران: الطبع يطبع القلب مثل الراحة، فيذنب الذنب، فيصير هكذا، وعقد سفيان الخنصر، ثم يذنب الذنب فيصير هكذا، وقبض سفيان كفه، فيطبع عليه. و عن قتادة، قوله: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} أعمال السوء، إي والله ذنب على ذنب، وذنب على ذنب حتى مات قلبه واسود. قال ابن زيد، في قوله: {كلا بل ران على قلوبهم} قال: غلب على قلوبهم ذنوبهم، فلا يخلص إليها معها خير. و عن مجاهد، في قوله {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} قال: الرجل يذنب الذنب، فيحيط الذنب بقلبه، حتى تغشى الذنوب عليه. قال مجاهد: وهي مثل الآية التي في سورة البقرة {بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} [البقرة: 81]
--------------------------------------------------------------------------------
القلب الاعمى قال تعالى ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) آية(46) الحج آية(46) يقول الطبرى القول في تأويل قوله تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها} يقول تعالى ذكره: أفلم يسيروا هؤلاء المكذبون بآيات الله والجاحدون قدرته في البلاد، فينظروا إلى مصارع ضربائهم من مكذبي رسل الله الذين خلوا من قبلهم، كعاد وثمود وقوم لوط وشعيب، وأوطانهم ومساكنهم، فيتفكروا فيها ويعتبروا بها ويعلموا بتدبرهم أمرها وأمر أهلها سنة الله فيمن كفر وعبد غيره وكذب رسله، فينيبوا من عتوهم وكفرهم، ويكون لهم إذا تدبروا ذلك واعتبروا به وأنابوا إلى الحق. {قلوب يعقلون بها} حجج الله على خلقه وقدرته على ما بينا. يقول: أو آذان تصغي لسماع الحق فتعي ذلك وتميز بينه وبين الباطل. قوله: {فإنها لا تعمى الأبصار} يقول: فإنها لا تعمى أبصارهم أن يبصروا بها الأشخاص ويروها، بل يبصرون ذلك بأبصارهم؛ ولكن تعمى قلوبهم التي في صدورهم عن أنصار الحق ومعرفته. والهاء في قوله: {فإنها لا تعمى} هاء عماد، كقول القائل: إنه عبد الله قائم. وقد ذكر أن ذلك في قراءة عبد الله: "فإنه لا تعمى الأبصار". وقيل: {ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} والقلوب لا تكون إلا في الصدور، توكيدا للكلام، كما قيل: {يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم}. [آل عمران: 167]
--------------------------------------------------------------------------------
القلب الغافل
قال تعالى ( بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِن دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُون) َآية(63 ) المؤمنونآية(63) القول في تأويل قوله تعالى: {بل قلوبهم في غمرة من هذا}. يقول تعالى ذكره: ما الأمر كما يحسب هؤلاء المشركون، من أن إمدادناهم بما نمدهم به من مال وبنين، بخير نسوقه بذلك إليهم والرضا منا عنهم؛ ولكن قلوبهم في غمرة عمى عن هذا القرآن. وعنى بالغمرة: ما غمر قلوبهم فغطاها عن فهم ما أودع الله كتابه من المواعظ والعبر والحجج. وعنى بقوله: {من هذا} من القرآن. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: وعن مجاهد، قوله: {في غمرة من هذا} قال: في عمى من هذا القرآن..
--------------------------------------------------------------------------------
القلب القاسى
قال تعالى ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون) آية(74) قال تعالى ( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين):آية 13 قال تعالى ( فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون ) َآية(43 قال تعالى( ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد) آية(53) الحج قال تعالى ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين) آية(22)الزمر
--------------------------------------------------------------------------------
القلب الزائغ قال تعالى (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب)آية(7) قال تعالى ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب)آية(8) قال تعالى ( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم) آية(117) التوبة و قال تعالى ( وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين) آية(5) الصف
--------------------------------------------------------------------------------
القلب الميت والقلب الميت هو الذى لاحياة به فهو لايعرف ربه ولايعبده بل هو واقف مع شهواته ولذاته ولو كان فيها سخط ربه وغضبه فهو متعبد لغير الله حبا وخوفا ورضا وسخطا وتعظيما وذلا ان احب لهواه وان ابغض لهواه
--------------------------------------------------------------------------------
القلب المنافق
قال تعالى ( فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ ) آية(77) التوبة
--------------------------------------------------------------------------------
الفلب المنكوس
--------------------------------------------------------------------------------
القلب المرتاب قال تعالى ( إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ " الاية45 التوبة قال تعالى (لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم) اية 110 التوبةآية(110) يقول الطبرى القول في تأويل قوله تعالى: {لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم}. يقول تعالى ذكره: لا يزال بنيان هؤلاء الذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا {ريبة} يقول: لا يزال مسجدهم الذي بنوه ريبة في قلوبهم، يعني شكا ونفاقا في قلوبهم، يحسبون أنهم كانوا في بنائه محسنين. {إلا أن تقطع قلوبهم} يعني إلا أن تتصدع قلوبهم فيموتوا، والله عليم بما عليه هؤلاء المنافقون الذين بنوا مسجد الضرار من شكهم في دينهم وما قصدوا في بنائهموه وأرادوه وما إليه صائر أمرهم في الآخر وفي الحياة ما عاشوا، وبغير ذلك من أمرهم وأمر غيرهم، حكيم في تدبيره إياهم وتدبير جميع خلقه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: و عن ابن عباس، قوله: {لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم} يعني شكا؛ {إلا أن تقطع قلوبهم} يعني الموت. و عن قتادة: {ريبة في قلوبهم} قال: شكا في قلوبهم، {إلا أن تقطع قلوبهم} إلا أن يموتوا. و عن مجاهد، في قوله: {إلا أن تقطع قلوبهم} قال: إلا أن يموتوا. وعن قتادة والحسن: {لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم} قالا: شكا في قلوبهم. و {لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم} قال: غيظا في قلوبهم. عن مجاهد: {إلا أن تقطع قلوبهم} قال: يموتوا. عن حبيب: {إلا أن تقطع قلوبهم} إلا أن يموتوا. و عن السدي: {لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم} قال: حزازة في قلوبهم. قال ابن زيد، في قوله: {لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم} لا يزال ربية في قلوبهم راضين بما صنعوا، كما حبب العجل في قلوب أصحاب موسى. وقرأ: {وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم} [البقرة: 93] قال: حبه. {إلا أن تقطع قلوبهم} قال: لا يزال ذلك في قلوبهم حتى يموتوا؛ يعني المنافقين. 13420 - حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا قيس، عن السدي، عن إبراهيم: {ريبة في قلوبهم} قال: شكا. قال: قلت يا أبا عمران تقول هذا وقد قرأت القرآن؟ قال: إنما هي حزازة. واختلفت القراء في قراءة قوله: {إلا أن تقطع قلوبهم} فقرأ ذلك بعض قراء الحجاز والمدينة والبصرة والكوفة: "إلا أن تقطع قلوبهم" بضم التاء من "تقطع"، على أنه لم يسم فاعله، وبمعنى: إلا أن يقطع الله قلوبهم. وقرأ ذلك بعض قراء المدينة والكوفة: {إلا أن تقطع قلوبهم} بفتح التاء من تقطع على أن الفعل للقلوب. بمعنى: إلا أن تنقطع قلوبهم، ثم حذفت إحدى التاءين. وذكر أن الحسن كان يقرأ: "إلى أن تقطع قلوبهم" بمعنى: حتى تتقطع قلوبهم. وذكر أنها في قراءة عبد الله: "ولو قطعت قلوبهم" وعلى الاعتبار بذلك قرأ من ذلك: "إلا أن تقطع" بضم التاء. والقول عندي في ذلك أن الفتح في التاء والضم متقاربا المعنى، لأن القلوب لا تتقطع إذا تقطعت إلا بتقطيع الله إياها، ولا يقطعها الله إلا وهي متقطعة. وهما قراءتان معروفتان قد قرأ بكل واحدة منهما جماعة من القراء، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب الصواب في قراءته. وأما قراءة من قرأ ذلك: "إلى أن تقطع"، فقراءة لمصاحف المسلمين مخالفة، ولا أرى القراءة بخلاف ما في مصاحفهم جائزة.
--------------------------------------------------------------------------------
القلب الاسود عن حذيفه بن اليمان عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال (تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا فاى قلب اشربها نكتت فيه نكتة سوداء واى قلب انكرها نكتت فيها نكتة بيضاء حتى تعود القلوب على قلب اسود مربادا كالكوز مجخيا ريعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما اشرب من هواه
--------------------------------------------------------------------------------
القلب الضيق ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون:) آية(125)
--------------------------------------------------------------------------------
القلب الحاقد قال تعالى ( ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون )آية 43 الاعراف . والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) آية(10) الحشر
--------------------------------------------------------------------------------
القلب غير العاقل قال تعالى ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) آية(179) الاعراف
--------------------------------------------------------------------------------
القلب الغليظ قال تعالى ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين:)آية(159)
--------------------------------------------------------------------------------
القلب المنكر
قال تعالى ( إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُون) َآية(22) النحل القلب الغافل قال تعالى ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ).آية(28) الكهف وجاء فى تفسير القرطبى "ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا" يعني من ختمنا على قلبه عن التوحيد. "واتبع هواه" يعني الشرك. " سبق. وقيل: معنى "أغفلنا
|