اسرار القلوب
لو حاولنا ان نبحث فى سر هذا القلب المخلوق الضئيل من مخلوقات الخالق العظيم الذى استودع فيه العديد والعديد من اسراره - تعالى نبدأ بالحديث عن بعض هذه القلوب
القلب السليم
القلب المنيب
القلب المؤمن
القلب الاجرد
القلب المطمئن
القلب الخاشع القلب الوجل القلب الثابت القلب الابيض القلب العاقل
القلب المنشرح القلب المريض القلب المختوم القلب المطبوع القلب اللاهى
القلب القاسى القلب الزائغ القلب الحاقد القلب الميت القلب غير العاقل
القلب الغافل القلب الاسود القلب الصدىء القلب الاعمى القلب المنكوس
القلب السليم
قال تعالى ( إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) -89) الشعراء وقال تعالى ( إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) آية(84 ) الصافات وجاء فى تفسير الطبرى
قوله: {إلا من أتى الله بقلب سليم} يقول: ولا تخزني يوم يبعثون، يوم لا ينفع إلا القلب السليم.والذي عني به من سلامة القلب في هذا الموضع: هو سلامة القلب من الشك في توحيد الله، والبعث بعد الممات.كما ذكر بعضا من اقوال اهل التأويل مثل مجاهد قال: ليس فيه شك في الحق.وقتادة قال: سليم من الشرك.والضحاك قال: هو الخالص.وابن زيد قال: سليم من الشرك، فأما الذنوب فليس يسلم منها أحد.
--------------------------------------------------------------------------------
القلب المنيب
قال تعالى ( مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ) آية(33 ) ق
و جاء فى تفسير الطبرى قوله: {وجاء بقلب منيب} يقول: وجاء الله بقلب تائب من ذنوبه، راجع مما يكرهه الله إلى ما يرضيه. كما ذكر عن قتادة، قوله أي منيب إلى ربه مقبل.
--------------------------------------------------------------------------------
القلب المؤمن
قال تعالى ( وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُون ) َآية(7 )الحجرات وجاء فى تفسير الطبرى آية(7)
{ولكن الله حبب إليكم الإيمان} بالله ورسوله، فأنتم تطيعون رسول الله، وتأتمون به فيقيكم الله بذلك من العنت ما لو لم تطيعوه وتتبعوه، وكان يطيعكم لنالكم وأصابكم.وكما قلنا في تأويل قوله: {ولكن الله حبب إليكم الإيمان} قالوا. ذكر من قال ذلك: قال ابن زيد، في قوله: {حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم} قال: حببه إليهم وحسنه في قلوبهم.كما قال الطبرى هؤلاء الذين حبب الله إليهم الإيمان، وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون السالكون طريق الحق.
وقال تعالى ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) آية(22) المجادلة
وقال الطبرى فى تفسير .قوله: {أولئك كتب في قلوبهم الإيمان} يقول جل ثناؤه: هؤلاء الذين لا يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم، أو أبناءهم، أو إخوانهم، أو عشيرتهم، كتب الله في قلوبهم الإيمان. وإنما عني بذلك: قضى لقلوبهم الإيمان، ففي بمعنى اللام، وأخبر تعالى ذكره أنه كتب في قلوبهم الإيمان لهم، وذلك لما كان الإيمان بالقلوب، وكان معلوما بالخبر عن القلوب أن المراد به أهلها، اجتزى بذكرها من ذكر أهلها.
--------------------------------------------------------------------------------
القلب الاجرد
--------------------------------------------------------------------------------
القلب المطمئن
قال تعالى ( وما حعله الله الا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم )آية(126
قال تعالى ( قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين) :آية (113)
قال تعالى ( وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) اية10 الانفال قال تعالى ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) آية(28) الرعد قال الطبرى عن قوله: {وتطمئن قلوبهم بذكر الله} يقول: وتسكن قلوبهم وتستأنس بذكر الله. وعن قوله: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} يقول: ألا بذكر الله تسكن وتستأنس قلوب المؤمنين. وقيل: إنه عنى بذلك قلوب المؤمنين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى ( الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ) الاية 105 النحل
--------------------------------------------------------------------------------
القلب الخاشع
قال تعالى ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ) آية(16 الحديد
وجاء فى تفسير الطبرى القول في تأويل قوله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق}
يقول تعالى ذكره: {ألم يأن للذين آمنوا} ألم يحن للذين صدقوا الله ورسوله أن تلين قلوبهم لذكر الله، فتخضع قلوبهم له، ولما نزل من الحق، وهو هذا القرآن الذي نزله على رسوله صلى الله عليه وسلم. وذكر عن ابن عباس، قوله: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} قال: تطيع قلوبهم.
و ذكر عن قتادة، قوله: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} الآية. ذكر لنا أن شداد بن أوس كان يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إن أول ما يرفع من الناس الخشوع".
--------------------------------------------------------------------------------
القلب الوجل ( الخائف)
قال تعالى ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) آية( 60) المؤمنون
قال تعالى . ("قلوب يومئذ واجفة" الاية8 النازعات آية(60)
يقول الطبرى فى قوله تعالى {وقلوبهم وجلة} يقول: خائفة من أنهم إلى ربهم راجعون، فلا ينجيهم ما فعلوا من ذلك من عذاب الله، فهم خائفون من المرجع إلى الله لذلك، كما قال الحسن: إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة.
وعن الحسن، قال: {يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} قال: يعملون ما عملوا من أعمال البر، وهم يخافون ألا ينجيهم ذلك من عذاب ربهم.
و قال ابن عباس: {يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} قال: المؤمن ينفق ماله ويتصدق وقلبه وجل أنه إلى ربه راجع.
و عن قتادة: {يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} قال: يعطون ما أعطوا ويعملون ما عملوا من خير، وقلوبهم وجلة خائفة.
و عن أبي هريرة، قال: قالت عائشة: يا رسول الله "والذين يأتون ما أتوا وقلوبهم وجلة" هو الذي يذنب الذنب وهو وجل منه؟ فقال: "لا، ولكن من يصوم ويصلي ويتصدق وهو وجل".
أن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله {الذي يأتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} أهم الذين يذنبون وهم مشفقون ويصومون وهم مشفقون؟
و عن عبد الرحمن بن سعيد، عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله {الذين يأتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} أهو الرجل يزني ويسرق ويشرب الخمر؟ قال: "لا يا ابنة أبي بكر -أو يا ابنة الصديق- ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق، ويخاف أن لا يقبل منه".
--------------------------------------------------------------------------------
القلب الثابت
قال تعالى ( وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين) آية120هودآية(120)
يقول الطبرى والقول في تأويل قوله تعالى: {وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤداك }
يقول تعالى ذكره: {وكلا نقص عليك} يا محمد {من أنباء الرسل} الذين كانوا قبلك، {ما نثبت به فؤادك} فلا تجزع من تكذيب من كذبك من قومك ورد عليك ما جئتهم به، ولا يضق صدرك فتترك بعض ما أنزلت إليك من أجل أن قالوا: {لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك} إذا علمت ما لقى من قبلك من رسلي من أممها.
و قال تعالى ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا) آية(32)الفرقان
--------------------------------------------------------------------------------
القلب الابيض
--------------------------------------------------------------------------------
القلب العاقل
--------------------------------------------------------------------------------
القلب المنشرح
قال تعالى (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) آية 25 طه و قال تعالى ( ألم نشرح لك صدرك) الاية 1 الشرح
قال الطبرى يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، مذكره آلاءه عنده، وإحسانه إليه، حاضا له بذلك على شكره على ما أنعم عليه، ليستوجب بذلك المزيد منه: {ألم نشرح لك} يا محمد، للهدى والإيمان بالله ومعرفة الحق {صدرك} فنلين لك قلبك، ونجعله وعاء للحكمة
--------------------------------------------------------------------------------
القلب المريض
فقال تعالى ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) آية(10) البقرة
قال تعالى ( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)آية 52
قال تعالى ( إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم )آية(49) الانفال
قال تعالى ( وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون ) آية(125) التوبة قال تعالى ( لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ) آية(60 )الاحزاب
قال تعالى ( وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَر) ِآية( 31 )المدثر
آية(10)
القول في تأويل قوله تعالى: {في قلوبهم مرض}
وأصل المرض: السقم، ثم يقال ذلك في الأجساد والأديان؛ فأخبر الله جل ثناؤه أن في قلوب المنافقين مرضا. وإنما عنى تبارك وتعالى بخبره عن مرض قلوبهم الخبر عن مرض ما في قلوبهم من الاعتقاد - ولكن لما كان معلوما بالخبر عن مر