| بعض حقوق الأيتام على المجتمع 2801 زائر 18-08-2010 علي سعد الموسى |
في ضاحية قروية لا يزيد قطرها عن 30 كيلومتراً يذكر لي محسن كريم إحصائية من 480 يتيماً في بضع قرى معدودة. والأيتام ليسوا مجرد أفواه جائعة ومن الخطأ الجسيم أن نعتقد أن مسؤوليتنا الاجتماعية مع هذه الشريحة تنحصر في السؤال أو الصدقة. خذوها على مسؤوليتي: لا أحد يموت من الجوع، ومنتصف كل مساء يستوي الغني مع الفقير عندما تكون الساعة البيولوجية في ذروة النوم. كل القصة أن لا تنام فينا العاطفة. ولليتم في كثير من الظروف ذيوله المادية مثلما له إرهاصاته المعنوية. وهنا سأتحدث عن المعنوي بعد أن يئست من طرق المادي. هؤلاء، أو سوادهم، يفتقدون الإشراف والتوجيه، وبالتالي فهم يدفعون ضريبة اليتم في الحياة لمرتين: في الأولى عندما يفتقدون عاطفة الأبوة وهم أطفال في مقتبل الحياة، وفي الثانية عندما يكبرون ثم يلمسون قسوة المجتمع الذي لم يقدر في فرصه أمامهم ما كان من قبل من إذلال الحياة ومن ظروفها القاسية. أنا مع أن تعطى الفرصة الوظيفية لليتيم حتى ولو لم يكن فائزاً بالمسابقة بشرط البرهان على أنه يتيم منذ الطفولة. وبذات الشرط أنا مع فرصة المقعد الجامعي لليتيم بغض النظر عن جدلية الدرجات والنسب الموزونة والمؤهلة، لأن سواد الأيتام فقدوا ما هو أهم من أبوة التوجيه والإشراف والمتابعة. أنا مع أن تعطى كل عائلة يتيمة فرصة لأكبر الأبناء بالدخول مباشرة، وبلا مفاضلة، إلى كلية عسكرية لأن الأخ الأكبر من الأيتام هو عماد الخيمة التي نصر على كسرها للأبد ببيروقراطية مقيتة. أنا مع القرض العقاري لعائلة الأيتام دون قوائم الانتظار الطويلة لعقدين من الزمن، وإذا لم يكن لهم هذا الحق المباشر فماذا أعطيناهم من الحقوق؟ أنا مع المنحة في الأرض أن تعطى بالأولوية للأسر اليتيمة، وأنا مع كل المنافذ التي تجنب الأيتام كل الطوابير ليقوموا بقوام أنفسهم بدلاً من أن يظلوا عالة نُرضي بهم غرورنا ومتعة أنفسنا بأن نكون اليد العليا، فلا نتذكر هؤلاء إلا في زكاة أو صدقة. أنا مع التضحية الاجتماعية لأجلهم لا أن يكونوا مجرد جمعية خيرية. | | |