سلسلة : الربانية .. حياة الروح الربانية ... حياة الروح (6/6) الأخيرة بقلم : نبيل جلهوم اللهم وأسكنا يا سميع يا قريب جنة عدن أعدت للمتقين دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين يا نافع يا رحمن يا رحيم و بقدرة بسم الله الرحمن الرحيم ارفع قدرنا و اشرح صدورنا و يسر أمورنا وارزقنا من حيث لا نحتسب بفضلك وإحسانك و كرمك يا من هو الله و أسألك بجمال العزة و بجلال الهيبة و عزة القدرة و جبروت العظمة أن تجعلنا من عبادك الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون و أسألك اللهم بحرمة هذه الاسماء والآيات والكلمات سلطاناً نصيرا ورزقاً كثيرا وقلباً قريرا و علماً غزيرا و عملاً بريرا و قبراً منيرا و حساباً يسيرا و ملكاً في الفردوس كبيرا وتوفيقا مبينا لاصلاح أنفسنا والأخذ بها لتكون أنفسا ربانية صالحة مستقيمة و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيرا إلى يوم الدين و الحمد لله رب العالمين بقدر عظمة ذاتك يا أرحم الراحمين . ولنختتم أخى الحبيب سلسلة الربانية حياة الروح والتى نسأل الله أن تكون خالصة لوجهه الكريم فى الموازين نافعة للعالمين .. فنقول ومن الله التوفيق والسداد .. مصدر السعادة ضع نصب عينك دائماً أن السعادة الكبرى والحقيقية إنما هي في طاعة الله وأن سعادتك الأبدية لن تكون إلا في دار الخلود .. حيث لا أذن سمعت ولا عين رأت ولا خطر على قلب بشر.. {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ } حاسب نفسك لتكن محاسباً لنفسك نهاية يومك .. ولتكن لك ساعة تحاسبها فيها على ما أحسنت فيه طوال يومك وعلى ما فرطت فيه .. فإن وجدت إحساناً فعليك بالسجود شكراً للباري واطلب منه المزيد من الحسن والإحسان . وإن وجدت تقصيراً فعليك بسؤال القدير أن يسدد التقصير ويعفو عن الكثير. روى الإمام أحمد في كتاب الزهد عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا ، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم . وتجهزوا للعرض الأكبر {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ } ونقل ابن القيم عن الحسن أنه قال : ( المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه لله . وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا . وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة).. وقال وهب فيما ذكره الإمام أحمد - رحمه الله - : ( مكتوب في حكمة آل داود : حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه . وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه . وساعة يتخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل فإن في هذه الساعة عوناً على تلك الساعات وإجماماً للقلوب . وهناك بعض الثمار العظيمة التي يقطفها المحاسب نفسه منها: 1- التعرف على عيوب النفس مما يساعد في تلافيها. 2- المساعدة على الخوف والمراقبة لله بصدق. 3- الوصول الحي إلى الله بذل وإنكار. 4- الفوز بجنات الله. طهّر قلبك إياك وأن تنام وفي قلبك شى ء من بغض أو حقد أو حسد لأحد من إخوانك المسلمين فذلك كفيل بدخولك الجنة وكلنا يعلم قصة عبد الله بن عمرو بن العاص مع سعد بن أبي وقاص وسبب تبشير النبي محمد r له بالجنة " ... من أنه كان لا ينام وفي قلبه ضغينة على أحد من المسلمين " . التفكّر احرص باستمرار على ممارسة عبادة التفكر منفرداً مع نفسك خالياً فيها بربك كما كان يفعل حبيبك وقدوتك خير الخلق محمد r في غار حراء مهبط الوحي .. وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالتفكر بقوله : " ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك .. " وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله ) " وقد قيل في التفكر : 1- قال أبو الدرداء – رضي الله عنه : تفكر ساعة خير من قيام ليلة . 2- قال وهب بن منبه : ما طالت فكرة امرئ قط إلا فهم وما فهم إلا علم وما علم إلا عمل . 3- قال بشر الحارثي : لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى ما عصوه . 4- كان سفيان الثوري من شدة تفكره يبول الدم . الوصيّة لتكن وصيتك دائماً مدونة ومسجلة بتفاصيل وأخبار دقيقة ولتحرص على تسجيل حقوق العباد فيها من التزامات مالية أو غيرها وكذلك تسجيل حقوقك لدى العباد ولا تنس أن تدون في وصيتك أن تدفن مع الصالحين وألا يقام حال وفاتك ما يغضب الله رب العالمين .. كما يجب أن تدرب زوجك وأولادك على مثل ذلك السلوك ، ولتكن الوصية في مكان بالدار معروف لأهلها من الزوجة والأولاد ، أو الأم والوالد والأشقاء ، واحرص على عدم نسيان شيئ في الوصية . تذكّر خروج الروح تذكر باستمرار لحظات الاحتضار وخروج روحك إلى بارئها العزيز الغفار ... فهذه اللحظات من وقتها يكون المصير قد تحدد إما إلى جنة أو إلى نار... {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ } كن معتدلا احذر باستمرار من الإفراط والتفريط في كل أمور حياتك وكن دائما وأبداً وسطياً معتدلاً ، فالرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.. {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } { ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر )} كن حامدا الزم الحمد وكن من الحامدين .. واعلم أن في الحمد سعادة للزاهدين والعارفين وهو دأب الصالحين المهديين .. واعلم أن كل مسلم عاقل راشد رشيد كيّس فطن يسعد دائماً في بيت الحامدين .. فهو بيت فيه تسمو النفوس من جديد لترقى بإنسانيتها رُقي تجديد .. تُغسَل القلوب فيه بماء وردٍ وطيب فتنتعش فيه انتعاش المتلهف إلى رضوان الله الحبيب في جنات الخلود ، هناك حيث الطيب وكل الجديد . فشمر الساعد واحمد الواحد وأسرع إلى الرب الحميد . خاتمة : اللهم احي قلوبنا وروحنا بنور معرفتك ومحبتك وأحي أجسامنا وجوارحنا بنور عبادتك ولزوم طاعتك ودوام خدمتك وأن ترزقنا حسن القيام بحقك وتملأ أيديناَ من طيب رزقك وتشملنا بخَفِيِّ لطفك وتـُملِّكنا زمام أنفسنا حتى نقودها إلى ما فيه رضاك ونيل القرب منك وطهرنا من دنس المخالفات والشهوات وآتنا رحمة من عندك وعلمنا من لدنك علماً وهب لنا حكمة وحكماً وعافنا من سخطك وغضبك ومن جميع أنواع البلاء واحفظنا من شرار سوء خلقك وشرورهم ومن الشرور كلها ومن جميع البليات والمحن وأعذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن واجعلنا من الربانيين ً وهب لنا فضلاً عظيماً وكفّر عنا سيئاتنا وأدخلنا مدخلا كريما يا أرحم الراحمين. وصلى اللهم على نبينا وحبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم معلّم الناس الخير |