بسم الله الرحمن الرحيم
ومما زادني شرفا وتيها وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبيا
من هذا المنطلق نشق طريقنا في كسب الحياة الدنيا والآخرة،كل منا لديه قدرات ولكن البعض يعطي الدنيا الكثير الكثير وينسى الآخرة والله سبحانه وتعالى يقول : (ولا تنس نصيبك من الدنيا ) أي كن من أبناء الآخرة ولا تنس أن تعيش وتأخذ قسطا من الدنيا لأن الله تعالى يقول: ( وللآخرة خير لك من الأولى)
وفي بعض الكتب المنزلة : يا ابن آدم خلقت الأشياء كلها من أجلك وخلقتك من أجلي فلا تشتغل بما هو لك عمن أنت له.
وقال ابن عطاء : نظرك إلى الأكوان يحطك إلى أسفل سافلين ونظرك إلى المكون يرفعك إلى أعلى عليين فاختر لنفسك ما يحلو . وقال الشبلي : ليس يخطر الكون ببال من عرف المكون .
وماأجمل ما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: ( إذا أراد الله بعبد خيرا فتح له قفل قلبه، وجعل فيه اليقين والصدق، وجعل قلبه واعيا لما سلك فيه، وجعل قلبه سليما، ولسانه صادقا، وخليقته مستقيمة، وجعل أذنه سميعة، وعينه بصيرة).
اللهم افتح على قلوبنا حتى يزال عنها الحجب ونبصر مراتب أهل الكمال فتفيض الرحمة وتقوى الإرادة وتعلو الهمة ويشرق النور وينشرح الصدر
وقيل يا رسول الله كيف ينشرح الصدر فقال: إن النور إذا قذف في القلب انشرح له الصدر وانفسح، قيل: فهل لذلك من علامة؟ قال صلى الله عليه وسلم: نعم؛ التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزوله"ونسألك يا ربنا كما علمنا رسولك :رحمةمن عندك تهدي بها قلوبنا وتجمع بها أمرنا.تجمعه على كسب رضاك وخدمة دينك ومن جعل الهموم هما واحدا كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة كما قال صلى الله عليه وسلم وكذلك قال: تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم فإنه من كانت الدنيا أكبر همه أفشى الله ضيعته، وجعل فقره بين عينيه، ومن كانت الآخرة أكبر همه جمع الله تعالى له أمره، وجعل غناه في قلبه .
وروى في بعض الكتب الإلهية أن الله تعالى قال: >.ولقد ضرب سيدنا علي رضي الله عنه مثل للدنيا والآخرة فقال :هما كالضرتين إذا أرضيت أحدهما أسخطت الأخرى.وقال الحسن:أدركنا أقواما لو رأيتموهم لقلتم مجانين ولو رأوكم لقالوا شياطين .فكيف إذا رأوا من يعيش الحضارة الزائفة والحرية الكاذبة في القرن الواحد والعشرين، ولله در القائل: وكل سعي سيجزي الله ساعيه هيهات يذهب سعي المحسنين هبا
إن اليقظة التي هي التنبه لما يرضي الله تعالى والعفة التي هي علو الهمة عن الشهوات يتسبب عنهما الطاعة التي هي إتباع المأمورات واجتناب المنهيات، وأصل كل معصية وغفلة وشهوة الرضا عن النفس والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك.وكما يقول الإمام البوصيري : وخالفِ النفسَ والشيطانَ واعْصِهما وإِن هما مَحَضاكَ النصحَ فاتِهَّم
وأختم مقالي بأن الدعوة هي مهمة الأنبياء وهي قمة العطاء والله يختص برحمته من يشاء ولو تكاسل الأنبياء والصحابة والدعاة لما وصل الإسلام إلينا فعلينا أن نشحذ الهمة ونقتدي بهم لنجاورهم يوم القيامة ولنكن خير أمة أخرجت للناس لأنها أمرت بالمعروف ونهت عن المنكر فالله يجعلنا من الدعاة الصادقين المخلصين وما توفيقنا إلا بالله |