لقد وقعنا أيها الأحبة في مصيدة أعداء الله تبارك وتعالى وأعداء ألاسلام..الذين رسموا لنا إنموذج الحياة وصوروه لنا وأتبعناهم جهلا وغباءا و غفلةً تارةً جحودا وكفرا وعنادا تارةً أخرى .. فهم قدموا لنا كثيرا من منكرات الامور خططوا صيغها عيشا ترتاح إليه النفوس وأحدثوا في الدين ما شاب عليه الصغير و مات عليه الكبير لا أقول سنينا طويلة بل قرونا عديدة...فحسبناه اليوم أمرا طبيعيا لا إشكال فيه ولا معصية وهان علينا أمر الدين فلم نستطع أن نميز بين الحق والباطل ولأننا في جهل من ديننا ونحسب أن كل من لبس لباس الدبن وقال ما قال أنه على الحق وأحرى أن يُتّبع ....وسارت تلكم الأمور عادية فمن جاء ينكرها اليوم ويحث الناس على إتباع الحق ومعرفة الله جل وعلا واتباع سنّة نبيّه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم التي بُدلت وتتبدّلت وتتبددت وحُلت مكانها البدع والضلالات إلا قليلا ..
خطبة الجمعه لفضيلة الدكتور رعد عبد الرزاق الدليمي
إنّ الحَمدَ لله نَحمُدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونتوبُ إليه ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد إن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. يا أيها الذين آمنوا أتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون..... يا أيها الناس أتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا وأتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام أن الله كان عليكم رقيبا.. ياأيها الذين آمنوا أتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما.. أما بعد ...فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم وإن شر الأمور محدثاتها وإن كل محدثة بدعة وإن كل بدعة ضلالة وإن كل ضلالة في النار....ثم أما بعد: فأصلي وأسلم على النبي المصطفى والرسول المرتضى والحبيب المجتبى الذي بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للامة وجاهد في سبيل الله حق جهاده وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك صلاةً وسلاما دآئميين باقيين مادامت السماوات والارض كما أمرني ربي جل وعلا لقوله تبارك وتعالى "إن الله وملائكته يصلون على النبي * يا أبها الذين آمنوا صلوا وسلّموا تسليما " أللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .... لقد وقعنا أيها الأحبة في مصيدة أعداء الله تبارك وتعالى وأعداء ألاسلام..الذين رسموا لنا إنموذج الحياة وصوروه لنا وأتبعناهم جهلا وغباءا و غفلةً تارةً جحودا وكفرا وعنادا تارةً أخرى .. فهم قدموا لنا كثيرا من منكرات الامور خططوا صيغها عيشا ترتاح إليه النفوس وأحدثوا في الدين ما شاب عليه الصغير و مات عليه الكبير لا أقول سنينا طويلة بل قرونا عديدة...فحسبناه اليوم أمرا طبيعيا لا إشكال فيه ولا معصية وهان علينا أمر الدين فلم نستطع أن نميز بين الحق والباطل ولأننا في جهل من ديننا ونحسب أن كل من لبس لباس الدبن وقال ما قال أنه على الحق وأحرى أن يُتّبع ....وسارت تلكم الأمور عادية فمن جاء ينكرها اليوم ويحث الناس على إتباع الحق ومعرفة الله جل وعلا واتباع سنّة نبيّه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم التي بُدلت وتتبدّلت وتتبددت وحُلت مكانها البدع والضلالات إلا قليلا .. مثل هذا يحارب ويكنى بكل النعوت القبيحة والظالمة.. وترى أمثلهم طريقة من يرجف به ويثبطه بحجة الحذر من أعداء الله تبارك وتعالى الذين يعيثون في الارض فسادا ويسبون الدين ويتهمون رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلىآله وسلم بأشكال يتحرج الشريف من ذكرها... مثل هؤلاء لا يرجون ان ينهضوا من هذه الأرهاصات التي زينت لهم مرونة العلاقات مع الناس وجعلتهم متحررين وبارزين إجتماعيا.... كما قال تعالى " يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون " ... الهدف الرئيس أيها الاحبة لا أعداء الله تبارك وتعالى وأعداء الدين هو تدمير الأسلام الحق ورأوا أفضل السبل وأشدها هو الطريق الى المرأة.. فالمرأة أولا وآخرا ..فإذا سيطروا عليها سيطروا على شريان المجتمع الرئيس وتلاعبوا بكل المقدرات دون وازع أو رادع فيدمروا بذلك المجتمع تدميرا لا هوادة فيه ولا رحمة ثم يجعلون عاليه سافله وبعد ذلك يجعلون هذا المجتمع مطية لشهواتهم ورغباتهم وحرسا لهم بل يجعلونهم عبيدا أذلاء كالكلاب تركض خلف أسيادها.. وهذا بعض حال أمتنا اليوم وما هو خاف عن الخلق أشد وأكبر ولكن أكثر الناس لايعلمون.. ووجد أعداء الله تبارك وتعالى أن أفضل وسيلة لمكرهم هو خروج المرأة من بيتها..من حصنها.. من قلعتها ..من قصرها لان القلاع لا تخترق بسهولة ما لم يضطرب داخلها..فكيف يصلون إلى داخلها ليحدثوا الفتنة و ينقلوا السم الى داخل البيوت لتضطرب وليضرموا النيران فيها..أشاعوا الاختلاط وشجعوا عليه..هم يحاولون سرقة الجواهر الثمنية من صندوق الكنز فلا بد من يد مدبرة لها أصابع تلتقط تلك الجواهر وتسرقها لتبخس ثمنها بعد ذلك وتسيء إستخداماتها وهذا كله من أجل السيطرة على المرأة.. فياأيها الرجال أن كنتم حقا رجالا فحافظوا على أهليكم لان الله تبارك وتعالى يقول " يا أيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة " والرسول صلى الله تعالى عليه وعلىآله وسلم يقول كلكم راع وكلكم مسؤلون عن رعيته " ... أنتبهوا بارك الله تعالى فيكم إلى تلكم ألاصابع الخفية التي تلعب وتعبث في بيوتكم وأنتم ربما لا تعلمون.. وأعلموا ان كل أمر نهى الله تبارك وتعالى عنه في كتابه او على لسان رسوله الامين صلى الله تعالى عليه وعلىآله وسلم وجب إجتنابه و الابتعاد عنه وعدم الجدل فيه إتباعا للهوى أو قياسا على واقع حالٍ يعمل فيه الان أو من أجل غرض أو مصلحة دنيوية ..ومن هذه الامور أمر الاختلاط في داخل البيوت مما نراه اليوم لدى الكثير من المسلمين أصلحهم الله تبارك وتعالى ..فهم يستقبلون الضيوف من الاهل والاصدقاء وحتى الغرباء مسلمين كانوا ام غير مسلمين ويجلسون في مجالس مختلطة لا يرون فيها شيء ولا يفعلون بزعمهم في شيء محرم يسخط الله تبارك وتعالى ورسوله... فإذا كلمت أحدهم بأن هذا من المحرمات التي انتهكها الناس وهم لا يشعرون أنكر عليك وزجرك برفضه لافكارك المتخلفة الرجعية.. وجادل في هذا الامر وكأنه عالم بالشريعة والفقه وهو لا يفقه من أمور دينه الكثير..فإلى مثل هذا الاخ وتلك ألاخت نقول أن الاختلاط منهي عنه بالايات والاحاديث الصحيحة نسوقها إليكم فمن أهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل "...ولا نخاف في الله لومة لائم..فأنني أتكلم من منبر رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وحري بي ان أقول الحق ما أستطعت..فإني مسؤول من قبل الله عزوجل عما أقوله لكم فإن كان حقا فالحمد لله تعالى على تثبيته وما عليكم سوى الاتباع والتطبيق ومن عرف ونكر فقد قامت عليه الحجة وأمره الى الله عزوجل وإن كان قولي باطلا فالويل لي من عذاب الله عزوجل... فأول الاختلاط ما يقع داخل البيوت حيث تتزاورالعوائل فيما بينها..كلهم من الاقرباء أو الجيران أو الاصدقاء أوالاحبة والمعارف..هذا ابن عم هذا وذاك ابن خالته والاخر ابن عمته وذاك عديله وتلك العائلة جارته ..لا يوجد غريب الكل واحد والعرض واحد والكل أهل ...هكذا نشأنا أيها الاحبة حمية قبيلية وعروق جهل متجذّرة قد يتعسّر إنقلاعها إلا لمن يسّر الله عليه.... ولا ندري ان الامراض تأتي من بيننا..فلا يشك المرء بحموه أي قريبه ..هو قد يرتاب من الغريب البعيد ولكنه لايفعل ذلك مع القريب والجار والصديق الحميم... ونسوا أو ربما ما عرفوا ما رواه البخاري عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلىآله وسلم قال " إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الانصار يا رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أفرأيت الحمو قال الحمو الموت.. الحمو الموت " حديث صحيح... فمن هو الحمو هو القريب هو أخ الرجل أو إبن عمه أو عمته أو ابن خاله أو ابن خالته أونسيبه وهكذا ..أليس هذا تحذير من رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لأمته بعدم الاختلاط والتحذير منه لما فيه من الفتن ... ولكننا اليوم أن لم نطلع أقربائنا من الرجال على حريمنا تعجب وأستغرب وزعل وغضب ولسان حاله يقول ما نبغي غير السلام عليها وقد يخرج ولا يكلمه بعد اليوم أبدا بل يعده متعصبا متشددا... وانتم ترون أيها الاحبة ان كل ما حدث في الجاهليه حدث في هذه اللامة التي قال عنها رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلىآله وسلم " لقد تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ فإنه من يعش منكم سيجد إختلافا كثيرا ".. فإن أول الاختلاط وقع في الجاهلية الاولى في بطنين من ولد آدم وحواء في الفترة ما بين أدريس ونوح عليهما السلام وكانت أحدهم تسكن السهل والاخرى تسكن الجبل وما ان اختلاطا حتى ظهرت فيهم الفاحشة وهذا ما أورده ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير قوله تبارك وتعالى" وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى" وما حدث في الجاهلية الثانية قبل بعثة المصطفى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم من الاختلاط المحرم حتى ان النساء يطفن عاريات في البيت الحرام ..وجاهلية اليوم هي الجاهلية الثالثة وهي أشد من سابقتها.. والله المستعان.. فالاختلاط أيها الاحبة إنما يضعف الحياء لدى الرجل فهو يجالس في مجلسه المراة فيأخذ منها الرقة في الكلام واليونة في القول وهذا طبع النساء..فيضعف الحياء عنده ويسلب القرار والوقار وتوهن رجولته وشكيمته فيصاب إيمانه بالخلل ...والحياء شعبة من الايمان لقوله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم " الايمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان" أما المرأة فيصيبها مثلما يصيب الرجل فإذا قل حياء المرأة تسلطت وأحبت السيطرة على الامور ..فتراها قوية الكلمة والقرار في البيت..ثم يكون لها القرار في الخروج والعمل والمشاركات وحضور الحفلات والاختلاط خارج البيت.. وكما قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم "كيف بكم إذا طغى نساؤكم وفسد شبابكم وتركتم جهادكم ..قالوا أو ذلك كائن يارسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم ؟ قال والذي نفس محمد بيده الاشد سيكون ".. وهذا ما يريده أعداء الله عزوجل لكم أيها الاحبة..فالحرب لم تعد حربا بالسيف والرمح..فذاك زمن قد مضى..اليوم حربا سرية..حرب تدخل البيوت تهدمها والمسلمون نيام بل هم غثاء ويشاركوهم بمعاول الهدم فرحين.. والاختلاط يولد موت الغيرة ..هذه الغيرة التي لم نعد نجدها عند الرجال كما كانت عند سعد بن معاذ عندما كان في جمع من الصحابة يتكلمون في الاختلاط فقال " لو رأيت رجلا مع أمرأتي ( أي واقف ربما يسألها عن شيء أو مكان أو عنوان وليس في الفراش ) لضربته بالسيف غير مسفح (أي لا انتظر ان أساله عن سبب كلامه مع زوجتي)..فتعب الصحابة من قولته فأبلغوها الى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم .. فقال صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم " أتعجبون من غيرة سعد؟ والله لأنا أغير من سعد.. والله عزوجل أغير مني ومن أجل ذلك حرّم الله عزوجل الفواحش ما ظهر منها وما بطن " فاين الرجال اليوم من رجال الامس.. فالاختلاط أصل كل بلاء وفساد لما فيه من الفتن فالرسول صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم قال " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " وقال كانت أول فتنة بني إسرائيل في النساء" فماذا يحدث في الاختلاط؟ المصافحة حيث يسلم الرجال على النساء ويتصافحون ويتراحبون ..وما مست يد رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم يد أمرأة قط..وعندما جاءت الصحابيات يسلمن على رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم ويبايعنه قلن أبسط يدك نبايعك يارسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم قال "أني لا أصافح النساء "..وهو المعصوم والمؤيد بالوحي.. وماذا يحدث في الاختلاط النظر المحرم الى الوجوه والأجساد وغير ذلك والله عزوجل يقول " وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ان الله عليم بما يصنعون " فهل في الاختلاط غض البصر..والنفوس لا تتركها الشياطين على فطرتها بل توسوس لها لقوله تبارك وتعالى "إنما يأمركم بالسوء والفحشاء " ناهيك عن فحش الكلام وعدم ذكر الله عزوجل والغيبة والنميمة والفرح والمرح وأولادهم يختلطون فيما بينهم ويحصل بعد ذلك ما لا يحمد عقباه.. وأعلموا أيها الاباء والامهات لو ان الاختلاط حلال لما كنا نصلي الان في بيت الله عزوجل والنساء في مصلى والرجال في مصلى لكنا نفعل كما يفعل الكفار في معابدهم وكنائسهم حيث يقف الرجال بجانب النساء .فان رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم قال " خير صفوف الرجال أولها وشرها أخرها وخير صفوف النساء آخرها شرها أولها " وكان يفصل بينهما بالصبيان...لان الرجال يتأثرون حسيا بوجود النساء عن قرب منهم فما بال إذا تعطرت المرأة وتزيّنت وتبرجت فأصبحت أفضل جنديا للشيطان ثم حضرت تلكم المجالس..لاشك انها ستفتن وتفتن..لذلك كان من هديه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم يأمر النساء بلزوم حافات الطريق وهن خارجات من الصلاة حتى لا يحصل الاختلاط مع الرجال فكانت أحداهن رضي الله تعالى عليهن وأرضاهن تلتصق بالحائط من شدة الحرص على تطبيق كلام رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم..فما تقول الخراجة الولاجة التي تزاحم الرجال في كل مكان تلك التي يمقتها الله عزوجل.. فأتقوا الله تعالى في أنفسكم وفي نساءكم وبناتكم وأولادكم علّموهم العفاف والغيرة وعدم الاختلاط علّموهم مكارم الاخلاق فهي أثقل عند الله تبارك وتعالى في الميزان..فأنتم مسؤولون عنهم بل وتحملون أوزارهم مع أوزاركم يوم القيامة..وكونوا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.. أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم أدعوه وأنتم موقنون بالأجابة |