| أبهذا أمرتم 1988 زائر 13-07-2010 د/ خالد سعد النجار | عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتنازع في القدر فغضب حتى احمر وجهه حتى كأنما فقئ في وجنتيه الرمان فقال ( أبهذا أمرتم ؟ أم بهذا أرسلت إليكم ؟ إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر ، عزمت عليكم ألا تتنازعوا فيه ) (1)
الإيمان بالقدر فرض لازم ، وهو أن يعتقد أن الله تعالى خالق أعمال العباد خيرها وشرها وكتبها في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقهم ، والكل بقضائه وقدره وإرادته ، غير أنه يرضى الإيمان والطاعة ووعد عليهما الثواب ولا يرضى الكفر والمعصية وأوعد عليهما العقاب . والقدر سر من أسرار الله تعالى لم يطلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ، ولا يجوز الخوض فيه والبحث عنه بطريق العقل ، بل يجب أن يعتقد أن الله تعالى خلق الخلق فجعلهم فرقتين فرقة خلقهم للنعيم فضلا وفرقة للجحيم عدلا ، وسأل رجل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال أخبرني عن القدر قال : طريق مظلم لا تسلكه ، وأعاد السؤال فقال : بحر عميق لا تلجه ، وأعاد السؤال فقال سر الله قد خفي عليك فلا تفتشه (2)
والقدر لغة بمعنى التقدير ، ويُعَرف بأنه : علم الله تعالى بما تكون عليه المخلوقات في المستقبل ، أما القضاء فهو بمعنى الحكم ، ويُعَرف بأنه : إيجاد الله تعالى الأشياء حسب علمه وقدرته ، وما أجمل جواب الإمام أحمد عندما سئل عن القدر فقال : القدر قدرة الرحمن . والإيمان بالقدر يشمل درجتين :( الدرجة الأولى ) الإيمان بأن الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به أزلا ، وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال ، ثم كتب الله تلك المقادير في اللوح المحفوظ قال تعالى ( لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ) الطلاق 12 وقال صلى الله عليه وسلم ( كتب الله تعالى مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات و الأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء ) (3) ،( الدرجة الثانية ) فهي الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة ، وهو الإيمان بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، وأنه ما في السماوات وما في الأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئته سبحانه ، ومع ذلك فقد أمر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته ، وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ، ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، ولا يحب الكافرين ، ولا يرضى عن القوم الفاسقين ، ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد والمفسدين ، والعباد فاعلون حقيقة والله خلق أفعالهم وللعباد قدرة على أعمالهم ولهم إرادة والله خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم (4)
هذا وقد أراد المشركون أن يحتجوا بقدر الله ومشيئته على شركهم ، وأنه لو لم يشأ الله تعالى لهم الشرك لما وقعوا فيه ، فأبط | | |