| الكافر والمنافق والغافل في قضايا المرأة 2892 زائر 05-07-2010 محمد جلال القصاص |
بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الكافر والمنافق والغافل في قضايا المرأة الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه ، وبعد:ـ هذا حوار عن قضية المرأة ، أجري مع موقع ( وفاء لحقوق المرأة ) و موقع ( لها أون لاين ) ، وضعت الحوارين مرتبين : http://www.wafa.com.sa/contents/304 http://www.lahaonline.com/articles/view/36160.htm **ما هو أهم ما ترصده فيما يعرف ( بقضايا المرأة ) ؟ أهم ما أرصده هو أن هذه القضية منشأها من الآخر ( الكافرين ) ، وهو الذي يرعاها إلى اليوم . **لو وضحت أكثر ؟! حين ترصد ما يقال عن ( قضايا المرأة ) تجد أنهم يرجعون لقاسم أمين، أو يقولون بدأت بنساء الفرنسيين اللواتي كن يركبن الحمير في شوارع القاهرة حاسرات متبرجات ويتفاعل معهن السوقة من الناس. وقاسم أمين صدر كتابه الأول ( تحرير المرأة) في عام 1899م، والحملة الفرنسية جاءت إلى مصر في عام 1798م ، بينهما ما يزيد على قرنٍ من الزمان، كان خلال هذا القرن حراك شديد، وإن كان محدود المساحة متعثر الخطوات، هذا الحراك هو الذي أفرز ما ظهر على لسان قاسم أمين. والذي يعتقد كثير من الناس أن قضية المرأة بدأت به . **من كان قبل قاسم أمين، أو طبيعة الحراك الذي أفرز قاسم أمين ؟ هذا الحراك كان نصرانياً كله، تحديداً يرتبط بمدارس الإرساليات التنصيرية التي تواجدت في مصر من عام 1935م أو 1928 كما يؤرخ بعضهم، خريجو هذه المدارس التنصيرية هم مَن بدءوا يتحركون فيما عرف لاحقاً بتحرير المرأة . **وماذا عن البعثات العلمية التي كانت لأوروبا ؟ رفاعة الطهطاوي وحده هو الذي يذكر في هذا المجال من البعثات، وهو لم يكن مبتعثاً، وإنما مرافقاً لبعثة من البعثات، وعاد واشتغل بالترجمة، وإدارة بعض المدارس الحديثة. ولكن ـ كما حدثتك ـ خريجو مدارس الإرساليات التنصيرية من نصارى العرب هم كانوا السبب الظاهر في إيجاد ما يسمى بقضايا المرأة، وشيء آخر كان الحراك نسوي كله. أو كان هناك اصرار على أن يخرج الحديث عن المرأة على لسان نساء . **هل يمكن أن تعطينا نموذجا على ذلك؟ نشرت دار الساقي في عام 2000م كتاباً بعنوان: (الكاتبات اللبنانيات، بيبليوغرافيا (1850 ـ 1950))، من تأليف ( نازك سابا يارد ) و( نهى بيومي )، وفيه استعراض لعددٍ من اللواتي كتبن عن المرأة من النساء الشاميات( اللبنانيات ). وفيه بيان لأن بعض الروايات والكتب التي صدرت بأسماء نسائية سبقت المجلات، وعلى سبيل المثال ( مريم النحاس ) وهي أم ( هند نوفل ) التي أسست أول مجلة نسائية تعنى بالحديث عن المرأة ( مجلة الفتاة ) الصادرة في عام 1892م كتبت ترصد فيه مشاهير النساء بعنوان (معرض الحسناء في تراجم النساء من الأموات والأحياء)، صدر في عام 1978م ، وصدرت رواية لفريدة وهبة بعنوان ( يعقوب وابنته مريم ) في عام 1873م، وصدرت رواية ( صائبة ) عام 1891م للكتابة إليس بطرس البستاني . فالملاحظ أن النشاط بدأ نسوياً في مجمله، وبعضهن لم يظهر اسمها إلا مرة أو مرتين، وهذا يدعم الفرضية التي تتحدث عن أن رجالاً كانوا خلف النساء. والملاحظ أيضاً أن النشاط الفكري فضلاً عن أنه كان نسوياً متعمداً ـ فيما يبدو لي ـ تحرك في أكثر من اتجاه على عادة القوم، فاتجه للمبتعثين عندهم، واتجه للصالونات في البيوت، واتجه في بداياته إلى الرواية والكتاب، ثم اعتمد المجلات النسوية المتخصصة في مرحلة تالية، ثم المؤتمرات، وكان ذلك كله بأيدي نصرانية خرجت من مدارس تنصيرية. وكان تراكمياً متصاعداً، ومشاركة المسلمات كانت استثناء، ولا يكاد يذكر غير عائشة التيمورية ( 1840م ـ 1902 م)، وزينب فواز ( 1860م ـ 1914م )، وهن متأخرات كما ترى من تاريخ الوفاة، ولم تكن بضاعة هؤلاء تختلف عن بضاعة النصارى، فيمكننا أن نقول أنها كانت باكورة التأثر بالآخر . وكان للنشاط الصحفي (الدوريات الصحفية ) دور كبير في نشر هذه القضية وإيجاد مساحة أكبر من التفاعل معها، فقد توالت الدوريات التي أنشأتها نصرانيات.وهذا معروف لمن يتتبع تاريخ نشأة الصحافة المختصة بهذا الشأن في نهاية القرن التاسع عشر . ** إذاً أنت ترجع سبب هذه القضايا للآخر من الكافرين، وتبرز أن مَن تحرك في هذا المضمار أصر على أن يقدم النساء، وأن الصحافة والإعلام بل والتعليم الأجنبي كانت عوامل رئيسية في تفعيل تلك القضية أليس كذلك ؟ نعم أخي الكريم. ولازالت هذه الأسباب تعمل إلى اليوم . لازال الآخر هو الذي يحرك القضية من خلال المؤتمرات والتوصيات التي تظهر لنا عدة مرات في العام الواحد في شكل مؤتمرات، ومن خلال الجوائز التي يعطيها للأبحاث العلمية المتعلقة بهذا الشأن. ومن خلال استنطاق الموافقين له، وقد رأينا دور الأزهر في قضية الحجاب حين ثارت في فرنسا من أعوام، حين أفتى شيخ الأزهر السابق سيد طنطاوي بصحة ما يفعله الفرنسيين . !!ولازال التحرك على صعيد مناهج التعليم مستمر، وعلك ترصد ما يتردد حول خطوة التعليم الأجنبي في البلاد الإسلامية، ولعلك ترصد ما يدار من جدل حول التعليم .. مناهجه وطبيعته (مختلط أو غير مختلط ) من وقت لآخر. ودور الإعلام لا يخفى على أحد . ابتداءً من البرامج الحوارية التي تلمع مَن يتبنون هذه القضايا وتقدم رؤيتهم لعوام الناس، ومروراً بالأعمال الفنية التي تتعاطى قضايا المرأة في شكل فيلم سينمائي أو تلفزيوني ( مسلسل ) أو عمل مسرحي ، أو غير ذلك من مخرجاتهم . ** تلاميذ مدارس التبشير من النصارى والمسلمين، والموافقين للغرب عموماً هم من تولوا قضايا المرأة .. هم السبب الظاهر في تغريب المرأة المسلمة في التجربة المصرية . تريد أن تقول هذا ؟؟ منهم كانت البداية، وظل هؤلاء يمثلون الطرف المتطرف في القضية ككل، ولم يأت منهم التغريب حقيقة . التغريب جاء من فصيلٍ آخر كان يتبنى خطاباً شرعياً ، أو هكذا بدا . ** كيف ؟! في ذات التوقيت خرج في الأمة الإسلامية قوم من المنتسبين للعلم الشرعي أو من المهتمين بالأمة يريدون لها ( النهوض ) و ( التطور ) و ( الرقي ) . . يريدون لها أن تأخذ حضارة أوروبا وتقدمها التقني دون انحلالها الخلقي، ويبرز من هؤلاء خير الدين التونسي، ورفاعة الطهطاوي، وجمال الدين الإيراني ( المعروف بالأفغاني ) ثم محمد عبده . **وما العيب في أن نطلب التقدم والتطور والرقي الذي عليه غيرنا؟، ثم ما علاقته بقضية المرأة وكيف أصبح هؤلاء هم الفاعلون الحقيقيون في تغريب المجتمع الإسلامي ؟ التقدم التقني والتطور والرقي في التصور الشرعي يأتي ثمرة للاستقامة على شرع الله {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }. ولاحظ الآية تقول بركات، ولم تقل رزق . ولك أن تتدبر الآن حين بعد الناس عن شرع الله ماذا يحصل . المال كثير كالجبال، ووسائل الرفاهية متوفرة في كل مكان، والفقر في كل مكان، والجوع في أكثر من مكان، والظلم لا يكاد يخلو منه مكان، ذهب بركة كل ما نحن فيه . | |